هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تجعل الطفل يعاني من نوبات غضب وانفجارات عاطفية وسلوكيات سيئة أو غير متوقعة، وقد تكون هذه الأسباب بيولوجية مثل الجوع أو الإرهاق، كما يمكن أن تتعلق بالقدرة على الاتصال، ويمكن أن يشمل أيضًا أسبابًا عاطفية، مثل عدم القدرة على احتواء المشاعر أو وصفها، ولا شك أن البيئة تؤثر أيضًا في هذا الصدد، ولاحتواء سلوك الطفل، يجب العمل على معرفة الأسباب التي تقف وراء هذا السلوك، واتباع بعض النصائح لتعديله، إليكم أبرزها.
عليك أن تخلق أرضية تواصل مشتركة بينك وبين طفلك يمكنك التعامل معه من خلالها في أي وقت، فالأطفال الذين يعتقدون أنهم يستطيعون فعل أي شيء يرغبون في القيام به، والحصول على ما يريدون، يميلون إلى التذمر أو الدخول في نوبات غضب عندما لا تتم تلبية مطالبهم،
ومن ثم يصعب تعديل سلوكهم؛ إذ يقول هال رانكل، المعالج الأسري ومؤلف كتاب ScreamFree Parenting: "الأطفال الذين يفهمون أن هناك حدودًا واضحة يتعلمون كيفية التنظيم الذاتي واحترام هذه الحدود"، لذلك من الضروري خلق أسلوب انضباط حازم وعادل تضع من خلاله حدودًا لسلوك طفلك، بينما تشجعه من خلاله أيضًا على السلوك الجيد بالثناء والمكافآت والاستراتيجيات الأخرى، ويجب أن يعتمد هذا الأسلوب على أسلوبك في التربية، ومرحلة نمو طفلك ومزاجه حتى ينجح في تعديل سلوكه.
اقرأ ايضاً: كيف تساعد طفلك على تكوين صداقات؟
الفهم بداية الحل، ولكي تستطيع فهم طفلك عليك استخدام لغة مفرداتها تتناسب مع عمره وطريقة تفكيره، كما يجب الانتباه إلى استخدام نبرة صوت مركزة وثابتة وتوجيهية، فلا يوجد ما يستدعي إلى الصراخ بصوت عالٍ في وجهه، أو استخدام لغة جسد حادة مع استخدام عبارات مثل "لا يمكنني أن أجعلك تفعل ذلك"، ويُنصح أيضًا بتجنب طرح أسئلة مفتوحة مثل "لماذا تشاجرت مع معلمك؟"، لأن مثل هذه الأسئلة تطرح في غير موضعها، مما يجعل الطفل يستشيط غضبًا بشكل أكبر، ويجعل عملية تعديل سلوكه أصعب.
إذا كنت تعديل في تغيير الطريقة التي يتصرف بها طفلك، فمن الجيد أن تنظر إلى ما يحدث في البيئة المحيطة به، وإجراء تغييرات صغيرة يمكن التحكم فيها، فيما يلي بعض الأفكار لتغيير الأشياء المادية في بيئة طفلك لتشجيعه على السلوك الإيجابي.
اقرأ ايضاً: كيف تؤثر البيئة المدرسية على الطلبة؟
اقرأ ايضاً: كيف يمكن السيطرة على فوضى الأطفال في المنزل؟
الطلب هو عندما تطلب من طفلك أن يفعل شيئًا ما مع منحه مساحة للقبول أو الرفض، على سبيل المثال، "هل يمكنك إعداد الطاولة، من فضلك؟"، وهو ما يعطي طفلك شعورًا بالسيطرة، ويجعله أكثر قابلية للتعاون، ومن ثم تعديل السلوك، على الجانب الآخر، التعليمات هي أمر طفلك بأن يفعل شيئًا،
وهو ما يخلق لدى الطفل حالة من الإرهاق والتحدي، لذلك تجنب التعليمات القصيرة، مثل "من فضلك امسك يدي عندما نعبر الطريق"، ولكي تتمكن من تعديل سلوك طفلك ينصح باستخدام مزيج من التعليمات والطلبات على أن تكون الطلبات أكثر من التعليمات، ويتم التحقق من وضوح الطلبات، وأن طفلك لديه المهارات اللازمة لمتابعتها، فقد تكون قادرًا على تعديل سلوك طفلك عن طريق تغيير الطريقة التي تطلب منه بها فعل الأشياء.
إذا كنت تريد أن يعامل طفلك الآخرين باحترام، فعليك أن تفعل الشيء نفسه، وإذا كنت تريد أن يكون شخصًا أمينًا، فقدّم له نموذجًا في الصدق، لأنه غالبًا ينظر إليك كقدوته ومثله الأعلى الذي يُحاكي تصرفاته، ويتعلم منه، فعندما يحظى الأطفال باهتمام إيجابي كافٍ منك، لن يحتاجوا إلى التصرف بجدية لجذب الانتباه بالسلوكيات غير المرغوبة،
وانطلاقًا من ذلك، تذكر دائمًا أن تملأ أطفالك بالكثير من الحب والمودة طوال اليوم، فاللعب مع أطفالك لمدة 5 دقائق فقط سيقطع شوطًا طويلاً لمساعدتهم على تعديل سلوكهم، خاصة بعد العودة إلى المنزل من المدرسة أو بعد تنفيذ مهمة ما، وهناك طريقة أخرى تتمثل في الاهتمام بالأطفال من أجل تعديل السلوك مع عدم تشتيت انتباههم، وهي لمسهم بلطف وحب، إذ يوصى بإعطاء الأطفال من 50 إلى 100 لمسة حب وجيزة كل يوم.
اقرأ ايضاً: كيف تزرع الأمانة في طفلك منذ الصغر؟
في معظم الحالات، يُنظر إلى الأطفال على أنهم يتمتعون بسلوكيات طبيعية إذا كانت مناسبة للعمر ولا تسبب أي ضرر، لكن إذا أصبح من الصعب إدارة أفعالهم، عليك الانتباه إليها، على سبيل المثال، إذا أصبح الأطفال عاطفيين كثيرًا، أو تسببوا في تدمير بعض المقتنيات، أو تصرفوا بوقاحة، فقد يشير ذلك إلى مشكلة سلوكية،
لكن في نفس الوقت تذكّر أن كل الأطفال مختلفون ولديهم خصائص سلوكية فريدة، وليس عليك القلق إلا عندما تصبح سلوكياتهم صعبة، كما لا تنسَ أنه يمكنك تعديل السلوكيات السيئة وتقليلها من خلال تجاهلها، لكن هذا لا ينجح إلا إذا كنت تمنح أطفالك الكثير من الاهتمام لسلوكياتهم الجيدة، لهذا أبسط طريقة للقيام بذلك هي التجاهل المخطط.