العبادة لغةً: هي التذلل والخضوع.
عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها: اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
لا يكون الانسان موحدا لله عز وجل حق توحيده، حتى يخلص لله تعالى في أقواله وأعماله، بأن يريد بأعماله الصالحة وجه الله سبحانه وتعالى، ولابد من شرط آخر كي تُقبل طاعته، فما شروط قبول العبادة؟
لا يقبل الله تعالى عملا للمسلم إلا إذا توفر فيه شرطان هما:
ما مفهوم الإخلاص لله تعالى في اللغة والاصطلاح؟
هو التصفية من الشوائب.
هو ابتغاء الله وحده بالعمل الصالح.
حكم الإخلاص لله تعالى:
الإخلاص لله تعالى واجب على العبد، لأدلة من القرآن والسنة منها:
قال الله سبحانه وتعالى في سورة الزمر: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكَه".
يروي النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عن ربه عز وجل ويسمَّى بالحديث القدسي أنه يتبرأ من العمل الذي دخله مشاركةٌ لأحد برياءٍ أو غيره؛ لأنه سبحانه لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
وهي أن يكون العمل موافقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة عليها أو نقصان أو تعني متابعة النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبد الله تبارك وتعالى، إلا بما شرعه نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم.
قالت السيدة عائشة (رضي الله عنها):
"قال رسول الله ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
كيفية المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هذه المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في الآمور الستة المفصلةً فيما يأتي:
فإذا تعبد الانسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيا فهي بدعة، مثال ذلك إقران العبادة صوما أو صلاة أو غير ذلك بشهر معين كرجب أو شعبان أو غيرها، فالصوم والصلاة عبادة ولكن لما قُرنت بسبب غير مشروع صارت بدعة.
أن يكون العمل موافقا للشريعة في الجنس، فلو تعبد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال: لو أن أحدا ضحى بفرس، فإن ذلك مردود عليه ولا يقبل منه، لأنه مخالف للشريعة في الجنس، إذ إن الأضاحي إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل، والبقر، والغنم.
فلو أراد إنسان أنْ يزيد صلاة على أنًها فريضة، فنقول هذه بدعة غير مقبولة لأنًها مخالفة على الشرع في القدر.
فإذا توضأ الشخص منكسا بأن بدأ بالرجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه فوضوؤه باطل، لأنه مخالف للشريعة في الكيفية.
فلو أنً رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تُقبل الأضحية المخالفة للشرع في الزمان.
لو أنً رجلاً أراد أنْ يطوف ووجد المطاف مزدحماً فطاف خارج المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت.
أخيرا انتبه لهذه الأصول الستة أيًها الطالب وأيًتها الطالبة وطبق عليها كل ما يرد عليك.
السبب: أن يكون العمل موافقا للشريعة في سببه. وذلك بأن يفعل الإنسان عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سببا.
مثال: أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة، فهذا مردود، مع أن الصلاة أصلها مشروع، لكن لما قرنها بسبب لم يكن سببا شرعيا صارت مردودة.
مثال آخر: لو أن أحدا أحدث عيدا لانتصار المسلمين في بدر، فإنه يرد عليه، لأنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سببا.
الجنس: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الجنس، فلو تعبد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة.
مثال: لو أن أحدا ضحى بفرس، فإن ذلك مردود عليه ولا يقبل منه، لأنه مخالف للشريعة في الجنس، إذ إن الأضاحي إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل، والبقر، والغنم.
أما لو ذبح فرسا ليتصدق بلحمها فهذا جائز، لأنه لم يتقرب إلى الله بذبحه أضحية وإنما ذبحه ليتصدق بلحمه.
القدر: أن يكون العمل موافقا للشريعة في القَدْرِ. فلو تعبد شخص لله عز وجل بقَدْرٍ زائد على الشريعة لم يقبل منه.
مثال: رجل توضأ أربع مرات أي غسل كل عضو أربع مرات، فالرابعة لا تقبل، لأنها زائدة على ما جاءت به الشريعة، بل قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا وقال:( من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم) رواه أحمد وابن ماجه.
الكيفية: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الكيفية. فلو عمل شخص عملا، يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته، لم يقبل منه، وعمله مردود عليه.
مثال: لو أن رجلا صلى وسجد قبل أن يركع، فصلاته باطلة مردودة، لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية.
الزمن: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الزمان.
المكان: أن يكون العمل موافقا للشريعة في المكان. فلو أن أحدا اعتكف في غير المساجد بأن يكون قد اعتكف في المدرسة أو في البيت، فإن اعتكافه لا يصح لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف، فالاعتكاف محله المساجد.