لا يمكن المبالغة في التأكيد على أهمية الأخلاق الحميدة لأنها تساعد الطفل على أن يصبح شخصًا أفضل يحترم الآخرين ويحترم نفسه أيضًا، ولا تقتصر الأخلاق الحميدة على أن يكون الطفل مهذبًا فحسب، بل إنها تتضمن أيضًا مراعاة الآخرين والتعامل معهم، ويجب أن يتعلم طفلك التصرف بشكل صحيح مع الآخرين،
لهذا من المهم تطوير الأخلاق الحميدة لدى طفلك، لأنها ستساعده في أن يصبح شخصًا بالغًا مسؤولاً يومًا ما، وهنا مسؤوليتك تعليم أطفالك آداب التعامل مع الآخرين من اليوم الذي يبدأون فيه المشي حتى يكبروا ويصبحوا بالغين.
تعامل مع أطفالك بلطف، وليس عدم احترام أو إساءة، وعلّمهم ضرورة تقدير قيمة الأشياء من حولهم، فعلّمهم كيفية الاعتناء بألعابهم على سبيل المثال، وسينعكس ذلك على تقديرهم للآخرين من حولهم من معلمين وطلاب،
ومن ثم طريقة تعاملهم معهم، ويمكن تدريبهم على ذلك في البداية من خلال بعض الأنشطة البسيطة مثل: فتح الأبواب للآخرين، واستخدام اللغة المناسبة عند طلب شيء من المعلم، واحترام ممتلكات زملائهم.
اقرأ ايضاً: كيف تزرع الأمانة في طفلك منذ الصغر؟
عندما يكون الأطفال أصغر سنًا قد لا يتفهمون اختلاف زميل ما عنهم في الشكل أو اللون بحكم قلة خبراتهم، لهذا عليك أن تؤكد دائمًا لهم على أن الناس مختلفون ولكنهم سواسية، فمهما اختلفت الأشكال والأحجام والألوان والقدرات واللغات والإعاقات، جميعهم يستحقون الاحترام والتقدير التعامل وفق قواعد الذوق.
يطور اللطف والتسامح مع الآخرين قدرات الطفل على التواصل بشكلٍ جيد مع الجميع، كما يُعلّمه إظهار الاحترام والكرم لمن حوله، لهذا من المهم دعم هذا السلوك العاطفي الإيجابي منذ الصغر في شخصية الطفل، من خلال جعله يشعر بمشاعر أقرانه قدر الإمكان، ويضع نفسه في موضعهم حتى ينظر إلى المواقف بمنظور مختلف.
ردّد دائمًا لطفلك عبارات، مثل: "لا تتنمر بالزملاء"، "لا تهدد أو تؤذي الآخرين من أجل الحصول على ما تريد"، "عامل الجميع باحترام"، "قم بحماية أولئك الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم"،
فمثل هذه العبارات تُرسخ أساسيات التعامل مع الآخرين في عقله ووجدانه، ومع ممارستها، لن تحتاج إلى تذكيره بها، لأنها ستصبح سلوكيات وتصرفات تلقائية تصدر منه بالفطرة.
انصح طفلك دائمًا بأن يعامل الناس بالطريقة التي يريد ويحب أن يعاملوه بها؛ إذ تساعده هذه القاعدة الذهبية على معرفة كيفية معاملة الآخرين بشرف وكرامة وحب ولطف واحترام،
واطلب منه أن يسأل نفسه هذا السؤال: إذا كان زميل ما وقحًا أو لئيمًا في التعامل معك وتنزعج من ذلك، فماذا تريد أن يفعله هذا الشخص إذا كنت تتعامل بالمثل معه؟ وما هي الطريقة التي تفضل أن يعاملك بها؟ حتى يحلل تصرفاته، ويكتشف مواطن الخطأ فيها.
لكل شخص كفاحه الخاص ومشكلاته وتحدياته في الحياة، ومن خلال إظهار الاحترام الواجب للآخرين يجعل ذلك حياتهم أسهل قليلاً، كما يجعل المعلمين والأقران يتقبلون الطفل وتصرفاته بشكلٍ أكبر حتى عند التصرف بشكلٍ غير صحيح في موقف ما، لأن أساس التعامل الذي اعتادوا عليه منه هو الاحترام.
اقرأ ايضاً: 6 طرق لتعليم الأبناء الإحسان للغير
إن معاملة الناس بالطريقة التي تريد أن يتعامل بها الطفل سيبني الثقة والأمان بين الطرفين، وبالتالي سيكون للطفل علاقات قوية وإيجابية مع معظم الآشخاص الذين يتعامل معهم في المدرسة من أطفال ومدرسين ومقدمي الرعاية، فتصبح البيئة التعليمية من حوله تتسم بالإيجابية.
اقرأ ايضاً: كيف تساعد طفلك على تكوين صداقات؟
تعامل الطفل مع من حوله بشكلٍ جيد قائم على الاحترام والأدب يخلق بداخله شعورًا بالرضا، لأنه يعلم من داخله أنه يقوم بالتصرف الصحيح تجاه زميله أو معلمه، مما يساعد على تحسين مزاجه بشكلٍ خاص، ورفاهيته بشكلٍ عام في الحياة.
عندما يستوعب الأطفال ضرورة وأهمية التعامل بشكلٍ جيد مع الآخرين، تتحسن مهارت التواصل لديهم بشكل كبير، وبالتالي يكونون أقل عُرضة لأن يصبحوا لاحقًا أطفالًا خجولين يتجنبون التعامل مع الغرباء، أو أطفال متنمرين، وهو ما سيجعلهم أكثر قدرة على الإقناع، وتكوين الصداقات، وتحقيق النجاح على المستوى الأكاديمي.
عندما تُظهر الاحترام في التعامل مع الآخرين لابنك أو ابنتك، فيقوم بدوره بالتعامل مع الآخرين في مدرسته وفق الآداب المُتعارف عليها، سيكون لذلك تأثير مُضاعف لأنه سيجعل الآخرين يعاملون من يتعاملون معهم باحترام، وبالتالي يصبح التعامل الجيد مع الآخرين قيمة مجتمعية وليست مجرد قيمة فردية.
تعلم المهارات الاجتماعية جزء أساسي من تنمية شخصية الطفل، لأن المهارات الاجتماعية الجيدة تساعد الأطفال على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، والتواصل بشكل فعال مع احتياجاتهم ورغباتهم ومشاعرهم، وتصل فوائد المهارات الاجتماعية القوية إلى ما هو أبعد من العلاقات الاجتماعية والقبول، فقد وجدت إحدى الدراسات أن المهارات الاجتماعية الجيدة قد تقلل من التوتر لدى الأطفال،
ولتنمية المهارات وتطويرها، يحتاج الأطفال إلى الأمان والأمن والعلاقات القوية، لذا فإن التواصل الجيد مع الأطفال أساس ضروري لتحسين تعاملهم مع الآخرين في المدرسة وفي أي مجتمع آخر.