من الطبيعي أن يشعر بعض الأطفال بالقلق عند زيارة بيت جديد، لأنه بالنسبة للأطفال لا يوجد مكان أكثر أمانًا في العالم من منزلهم، مما يجعل هذا الأمر مرهقًا ومخيفًا عليهم بعض الشيء، ومحرجًا في بعض الأحيان لك ولهم، فعندما يذهب الطفل إلى منزل أحد أصدقائك أو أقاربك، ويبدأ في التصرف بشكلٍ غير لائق، فهو يتصرف على هذا النحو بشكلٍ غير مقصود، لأنه لا يدرك أنه من غير المهذب مقاطعة المضيفين في الحديث، أو التحدث بصوت عالٍ حول مظهر شخص، لهذا يُنصح بوضع بعض القواعد الأساسية مسبقًا، لتشعر بمزيد من الراحة والأمان في وجود طفلك، وتفهم ما هو متوقع منه فتبدأ في احتواء السلوكيات المزعجة، وترشده إلى التصرفات الصحيحة.
من أشهر الأخطاء التي يرتكبها الأطفال عند زيارة الآخرين هي عدم الاهتمام بالأثاث الموجود في المنزل، لهذا يجب إرشاد الطفل إلى عدم تسلق السلم بشكلٍ غير مرغوب فيه، أو الوقوف ووضع القدمين على الطاولات، أو القفز على قطع الأثاث المختلفة؛ إذ يجب أن يتذكر الأطفال في جميع الأوقات أنهم ضيوف وعليهم التصرف وفقًا لذلك، وإذا كسروا أي شيء، فعليهم الاعتراف بذلك فورًا والاعتذار دون تردد، بل ومحاولة إصلاحه.
بحكم أعمارهم الصغيرة، أحيانًا ينسى الأطفال الالتزام بجميع قواعد النظافة في منازلهم، وهو ما يمكن تدريبهم عليه في المنزل، لكن عند زيارة منازل الآخرين، قد تكون بعض السلوكيات غير مقبولة، وتعكس انطباعًا شديد السوء عن تربيتك، لذلك قبل الزيارة، عليك أن تنبه طفلك إلى ضرورة الحفاظ على نظافته الشخصية طوال وقت الزيارة، وكذلك إعادة الألعاب أو الكتب إلى أماكنها الخاصة عند الانتهاء من استخدامها، وتعليق مناشف الحمام في مواضعها، والحفاظ على ترتيب المكان الذي يجلس فيه طوال الوقت.
جهّز طفلك للزيارة بتدريبه على التحيات والمحادثات، ووضح له الأسئلة التي من المحتمل أن توجه له، مثل: "كيف حال المدرسة؟"، فتحضير عقل الطفل لمثل هذه الأسئلة لا تجعله يتوتر عندما تُلقى عليه، مما يجعله أكثر قدرة على التواصل مع المضيفين بشكلٍ جيد دون خجل، كما يجب إرشاد الطفل إلى أهمية مصافحة الجميع عند الدخول إلى المنزل، وإلقاء التحية عليهم، والحفاظ على التواصل البصري مع من يوجه له الحديث، وعدم التحديق له، وكذلك شكر كل من يقدم له شيئًا؟، وأيضًا التأدب عند طلب أي شيء بقول "معذرةً"، أو "من فضلك".
اقرأ ايضاً: طرق رائعة لتعزيز الثقة بالنفس وعلاج الخجل عند الأطفال
من أكثر الاسترتيجيات فعالية لتعليم طفلك الالتزام بآداب الزيارة هي الاتفاق معه ضمنيًا على إشارة مسبقة ترسلها له لتنبهه بأن السلوك الذي قام به غير مناسب ليتراجع عنه دون إحراجه أمام الآخرين، خاصةً إذا كانوا غرباء عنه حتى تكون الزيارة مريحة قدر الإمكان لجميع الأطراف، ويمكن أن تكون هذه الإشارة إيماءة ما بالوجه، أو تعبير بالفم، أوإشارة باليد، فلا تنسى أن الأطفال عادةً ما يكونون شديدي الحساسية، فلا يجب إيذائهم نفسيًا على حساب تعليمهم الآداب المختلفة.
لكي يتصرف الطفل بشكلٍ لائق في منزل الضيف، عليك أن تعرفه أكثر على هويته قبل زيارته، فمثلًا إذا كان الطفل سيزور أجداده، عليك أن تذكره بأنهم يستخدمون المشايات والكراسي المتحركة، فعليه الانتباه إلى حركته، وتجنب الركض في الطرقات حتى لا يتسبب في ضرر، وكذلك تحذيره من رفع صوته أو الصراخ أمامهم، ويفضل إذا كانت هناك موضوعات تثير حساسية الأجداد أن يتجنب طرحها أمامهم، ويُنصح بإعلام الطفل بالجدول الزمني العام لليوم، مثل موعد الوصول إلى مكان الزيارة، ومدة الإقامة، والأنشطة المخطط القيام بها حتى يكون متأهبًا لما سيحدث.
الأطفال بسطاء، فهم عندما يشعرون بالجوع، يبدأون بطلب الطعام، لكن هذا بالطبع غير مقبول إذا كان في منزل غير منزله، لهذا عليك التأكيد عليه مرارًا وتكرارًا أنه يجب عليه انتظار المضيف ليقدم له شيئًا للأكل أو الشرب دون طلب ذلك بشكلٍ صريح، أو طلبه منك أنت بالهمس في أذنك لتتصرف بالشكل المقبول، وفي وقت الأكل، وجّه الطفل دائمًا إلى تناول الطعام في الأماكن المخصصة له فقط، والتوجه لغسل اليدين فورًا عند الانتهاء.
احترام خصوصية الآخرين قاعدة أساسية يجب غرسها في الهيكل الأخلاقي للطفل منذ الصغر، وهذا ينطبق على آداب الزيارة، لهذا عليك أن تنصحه بعدم دخول الغرف ذات الأبواب المغلقة أبدًا، وطرق باب الحمام قبل فتحه، ومن الجيد أيضًا أن ترشده إلى عرض المساعدة حتى ينمي ذلك ثقته في نفسه وشعوره بالمسؤولية، فيمكن أن تقترح عليه عرض المساعدة عند إعداد وجبات الطعام، والمشاركة في الأنشطة الجماعية المختلفة، والمساهمة في مهام التنظيف البسيطة.
خلق الإلهاءات قد يكون فعالًا إذا لم تضمن سيطرة ابنك على تصرفاته عند الضيوف، فمن الذكاء أن تحضر شيئًا لطفلك يشغل نفسه به، مثل الكتب أو الألعاب الصغيرة أو كتب التلوين إذا كنت تخشى أن يبدأ في العبث بالأشياء بسبب الملل. صحيح أنه في صخب الحياة اليومية، قد يكون من الصعب التركيز على تعليم الأطفال آداب الزيارة رغم أنها من أهم الآداب التي تدعم تربية طفل مهذب، لهذا يمكن أن تساعد الاستراتيجيات البسيطة السابقة على تعليم الطفل آداب الزيارة بسهولة،
فغرس آداب الزيارة لدى الأطفال منذ الصغر أمر هام، ليكون الطفل قادرًا على التواصل الفعّال مع الآخرين لاحقًا سواء عندما يكون زائرًا أو عندما يكون مضيفًا، فالمنزل هو المكان الذي تبدأ منه زراعة ورعاية بذور الأخلاق، لأنه مرجعية الأطفال التربوية الأساسية.
اقرأ ايضاً: قوانين المنزل للأطفال