في منتصف الثمانينيات، أثبتت الأبحاث أن الأطفال يمكن أن يصابوا بالاكتئاب، إلا أنه لم يتم التعرف على الاكتئاب على أنه أحد أمراض الطفولة رغم أنه يمكن أن يؤدي إلى العزلة أو الانتحار، لأن نقص التفاعل والاتصال قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب، فيجعل طفلك ليس لديه أصدقاء أو يشعر بالإجبار عند التواصل الاجتماعي، وهو ما يحول حياة بعض الأطفال إلى جحيم، لكن رغم أن الاكتئاب مرض خطير إلا أنه يمكن علاجه، للحفاظ على حياة الأطفال، وتوفير بيئة إيجابية لهم.
اكتئاب الأطفال هو أحد أكثر أنواع حالات الصحة العقلية شيوعًا، وغالبًا ما يتطور جنبًا إلى جنب مع القلق، ويمكن أن يكون الاكتئاب خفيفًا وقصير الأجل أو شديدًا وطويل الأمد، كما قد يتأثر بعض الأطفال بالاكتئاب مرة واحدة فقط، بينما قد يتعرض له الآخرون عدة مرات، وهو نوع من اضطرابات المزاج التي تتعدى الحزن الطبيعي الذي قد يشعر به الطفل أحيانًا، إذ يتسم الاكتئاب بشعور باليأس ونقص في الطاقة والحماس يمكن أن يستمر لأسابيع أو شهور أو (في حالات نادرة) حتى لسنوات.
غالبًا ما يرتبط الاكتئاب بالنواقل العصبية وكيمياء الدماغ، ويمكن أن يكون هذا في بعض الأحيان وراثيًا في الأصل، وهو ما يفسر انتشار الاكتئاب في بعض العائلات.
سوء المعاملة والإهمال، والتقليل من الشأن، والحياة الأسرية الفوضوية، جميعها عوامل يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب بين الأطفال، لهذا يجب مراعاة شخصية الطفل التي لا تزال تتشكل، ويجب الحرص عند توجيه الحديث إليها حتى لا يترك أي أثر سلبي يصعب علاجه لاحقًا.
مثل: الإصابة بمرض مزمن، أو وفاة أحد الأحباء أو حيوانه الأليف، أو انفصال الوالدين، أو ترك المنزل القديم والجيران والانتقال إلى آخر جديد، أو التعرض للاعتداء الجنسي أو التنمر أو الكوارث الطبيعية، ومثل هذه التجارب السيئة يمكن أن تؤدي إلى اكتئاب تفاعلي ربما يكون مطولًا وعميقًا.
من الواضح أن الإيمان الراسخ يمكن أن يكون مرساة مفعمة بالأمل وسط عواصف الحياة، لكن بعض المواقف الدينية التي تنطوي على ضغط وتشديد مبالغ فيه يمكن أن تؤدي إلى القلق والاكتئاب.
يمكن أن يختفي اكتئاب الطفولة أحيانًا بعد التغيرات الهرمونية في سن البلوغ أو عندما يكون لدى الطفل سيطرة أكبر على حياته مع تقدمه في السن، إلا أنه قد يعاني بعض الأطفال من الاكتئاب طوال حياتهم، لذلك؛ افتراض أن الأطفال سيخرجون من اكتئاب الطفولة أو أنه سيختفي من تلقاء نفسه يمكن أن يعرضهم لخطر نوبات الاكتئاب الحادة في المستقبل، وبناءً على ذلك، يجب مراقبة الطفل الذي تعافى من الاكتئاب حتى لا يُصاب به مجددًا، وعندما يكبر الطفل، يمكن تشجيعه على المراقبة الذاتية للأعراض، والاستمرار في اتباع إرشادات التأقلم والتكيف التي تعلمها للسيطرة على أي نوبات اكتئاب محتملة لاحقة.