الإحسان هو مجموعة معقدة من السمات الشخصية الإيجابية، مثل الميل إلى تمني أن يكون الناس بخير، والتصرف بطريقة لطيفة مع الجميع، والتعامل بود وعطف مع الناس؛ ويتطلع الطفل الودود إلى رؤية قيم أفضل في شخصه، مما يساعده في العثور على الأصدقاء، والمساعدة والدعم، وإيجاد حل في المواقف الصعبة بشكل أسهل، ومن أهم قيم الإحسان للغير التي ينصح بغرسها في الطفل منذ الصغر، الآتي:
وهنا يأتي السؤال الأهم، كيف يمكن تشجيع الأبناء على الإحسان للغير؟
وجدت دراسة شهيرة من جامعة ستانفورد أن الأطفال الذين يظهرون قوة الإرادة والرغبة في الإحسان للغير من المتوقع أن يعملوا بشكل أفضل في وقت لاحق في الحياة؛ إذ تم اكتشاف أن الأبناء الذين أظهروا ضبط النفس يحققون درجات أكاديمية أعلى ويعيشون أنماط حياة صحية جيدة، لهذا من المهم أن تتحمل مسؤولية إظهار ضبط النفس لأطفالك، وتظهر أمامهم بعض نماذج الإحسان مثل الاعتدال في تناول الطعام، وتهدئة مشاعر الآخرين عند الغضب، وتقديم المساعدة لهم عند الحاجة، لأنك بذلك تعبر لأطفالك عن أهمية القوة الداخلية والإرادة الذاتية.
يمكن أن تكون كتب الأطفال مصدرًا ممتازًا لرواية قصص عن الإحسان للغير ومساعدتهم، فهذه الطريقة تكون أكثر فعالية من تعليم الأبناء الإحسان من خلال توجيه النصائح المباشرة التي تشعرهم بالتسلط الأبوي، كما أنها تنقل لهم صورة أوضح عن طرق الإحسان للغير، والمواقف المختلفة التي تتطلب تقديم المساعدة للغير، والتصرف بلطف معهم، فتجعلهم أكثر قدرة على التصرف بشكلٍ فعّال خلال هذه المواقف.
هناك أفكار مختلفة يمكن من خلالها الإحسان للغير، مثل: المشاركة في مشروع لمساعدة شخص أو أسرة محتاجة، جمع التبرعات، توزيع الطعام على المحتاجين، زيارة دور المسنين وقضاء يوم معهم، الذهاب إلى دور الأيتام واللعب مع الأطفال هناك، تنظيف المنزل لأحد أفراد العائلة الكبار في السن، مشاركة الأم في إعداد الطعام خلال العزائم الكبيرة، تقديم الهدايا للأطفال غير القادرين في الأعياد والمناسبات السعيدة، زراعة الأشجار في محيط المدرسة أو المنزل، وجمع القمامة للحفاظ على البيئة.
تلعب المدرسة دورًا أساسيًا في تعليم الأطفال الإحسان للغير عبر استراتيجيات مختلفة؛ منها استخدام الملاحظات اللاصقة لتسمية المهام الخاصة للأطفال الذين يرغبون في المساعدة، بحيث يقدر كل طفل على إزالة الملاحظة بالمهمة التي يريد إكمالها، ويمكن أيضًا تقديم المكافآت وشهادات التقدير لمن يساهمون في الأنشطة التطوعية، وكذلك اقتراح تخصيص أسبوع يقوم خلاله كل طالب بالقيام بالأعمال اللطيفة تجاه نفسه؛ إذ لن يتمكن الطفل من مساعدة الآخرين قبل أن يمتلئ فنجانه الخاص.
الإحسان للغير ينبع من احترامهم وتقديرهم، ولأن الأطفال يتعلمون الاحترام مباشرة من والديهم، يجب على الآباء إظهار الاحترام في كل تفاعل اجتماعي أمام الأبناء، وتجنب الحكم بشكلٍ سلبي على الآخرين، خاصةً أولئك الذين يتمتعون بامتيازات أقل، لأنه لا يجب التفرقة عند الإحسان للغير، ويجب ترسيخ مبدأ معاملة الجميع بالطريقة التي يرغب الطفل أن يُعامل بها، من خلال التحلي بالإيجابية والتهذيب والثقة، والاهتمام بالجميع على حدٍ سواء.
اغتنام الفرصة للتحدث عن كل عبارات تحفيزية تشجع على الإحسان للغير يساعد كثيرًا في إكساب الطفل هذه السمة الأخلاقية الراقية، ومن أمثلة هذه العبارات:
الإحسان للغير يخلق مجتمعات تعاونية وإيجابية، مما يعزز رفاهية الجميع، لكن الأبناء قد لا يعرفون ما هي مشاعر الشخص الذي عومل بطريقة غير لائقة، فهم قد لا يفهمون أبدًا عواقب هذا السلوك، لهذا من المهم شرح ذلك لهم، وتعريفهم على عواقبه حتى لا يحدث تعارضًا بين قيم الإحسان والنزاهة، ولا يتولد لديهم تنافرًا معرفيًا وعاطفيًا أو إزعاجًا، وإذا كان الطفل لا يهتم بالتصرف بإحسان أو تقديم المساعدة، فهنا دور الوالدين علاج أسباب ذلك، والتي قد تكون: