المهارات الناعمة هي سمات شخصية تختلف عن المهارات الفنية، وتحدد مدى جودة تعامل الطفل مع نفسه عند التفاعل والعمل مع أشخاص مختلفين، وهي مهارات يحتاجها الطفل ليتعلم كيفية التصرف في المواقف المختلفة، ومن ثم التميز عن أقرانه وفي حياته الشخصية، ومن أهم أمثلة المهارات الناعمة، ما يلي:
فما أهمية اكتساب الأطفال المهارات الناعمة منذ الصغر؟
المهارات الناعمة إحدى أدوات التعلم التي تجعل العملية التعليمية ممتعة ومثمرة، مما يساعد الطلاب على تعلم مهارات وموضوعات جديدة، وهو ما يؤدي إلى مستوى أفضل من التحصيل الدراسي،
وباستخدام المهارات الناعمة، يتمكن الطلاب من تكييف أنفسهم مع أنماط التدريس والتعلم المختلفة، فتتحسن درجة استيعابهم للمواد العلمية، ويصبحون أكثر رغبة في استكشاف العالم من حولهم، كما تساعدهم هذه المهارات على تفسير وشرح أفكارهم، وكذلك عرضها أمام الآخرين، مما يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف.
اكتساب المهارات الناعمة يجعل الأطفال قادرين على فهم إدارة الوقت بشكلٍ أفضل، وهي مهارة ضرورية تُمكن الطلاب من التعامل مع مهام متعددة في نفس الوقت، وتقديم أداء جيد بشكلٍ استثنائي في مجالات متنوعة،
وهو ما يجعلهم قادة المستقبل المنتظرين، لأن تنظيم الوقت وإدارته من أهم مهارات القادة الذين يبادرون دائمًا، ويقدمون التوجيهات في الأوقات اللازمة، ويلهمون الآخرين، ويُنسقون ويوزعون المهام بسلاسة، لكي يتمكنوا من حل المشكلات، وتحقيق الإنجازات في مجالات الحياة المختلفة.
اقرأ ايضاً: لكل طالب: إليك 4 خطوات فّعالة لإدارة وتنظيم وقتك بنجاح
تتضمن المهارات الناعمة القدرة على الإنصات، والتعبير عن الأفكار كتابةً، لأن هذا يعني تدفق الأفكار بسلاسة دون أي تعارضات، وترتبط القدرة على التعبير عن الأفكار بالقدرة على العمل الجماعي الذي يخلق بيئة صحية تقوم على التعاون والتكامل، وهما ركيزة أساسية لتحقيق أي نجاح،
وإكساب الطفل المهارات الناعمة يُحسن مهارات الاتصال والتفاوض لديه، مما يجعله أكثر نجاحًا فيما يتعلق بتكوين علاقات إيجابية وصحية مع أغلب من يتعامل معهم في يومه، ويستغرق تطوير هذه المهارة التي تؤثر على حياة الطفل الحالية والمستقبلية بعض الوقت، لهذا ينصح بالتريث والصبر عند تدريب الطفل عليها.
الذكاء العاطفي هو القدرة على التحكم في فيض العاطفة واستخدامه في الأوقات المناسبة بشكلٍ إيجابي، وهو من أهم المهارات الناعمة التي ينصح بتطويرها لدى الأطفال، لأن ارتفاع معدل الذكاء العاطفي،
يجعل الأطفال أكثر قدرة على التعاطف، ومن ثم تنظيم المشاعر، والتحكم في التعبير عنها، فيُقلل شعورهم بالضغط والقلق والتوتر، ويساعد على الإبداع والابتكار، فيصبح الطفل قادرًا على تطوير حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق، مما ينمي قدراته التخيلية، ويحسن قدرات التفكير لديه.
اقرأ ايضاً: ما هي مهارات التفكير الإبداعي، وكيف يمكن تعزيزها؟
حل المشكلات هو عبارة عن عملية منهجية تقوم على التفكير النقدي من أجل اكتشاف حل قابل للتطبيق، بهدف التغلب على الصعوبات من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، والافتقار إلى مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي يعني أن الطفل لا يمتلك مهارة أساسية من المهارات الناعمة،
وإحدى أفضل الطرق لتطوير هذه المهارات هي إخراج الطلاب من منطقة الراحة التعليمية الخاصة بهم، وتكليفهم بمهام تنطوي على بعض العقبات التي تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة؛ إذ تجبر هذه المشاريع المعقدة الأطفال على استخدام قدراتهم الإبداعية، والبحث عن المعلومات من مصادر مختلفة، مما يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات الحالية والمقبلة، واستنباط استراتيجيات مبتكرة للتغلب عليها.
اقرأ ايضاً: كيف يمكن اكتساب مهارات التفكير الناقد؟
يضع عالم الأعمال الحالي متطلبات عديدة يجب على الأفراد تلبيتها إذا أرادوا تحقيق النجاح المهني، ولأن بيئة الأعمال اليومية ديناميكية للغاية، لأن عناصرها تتغير وتتطور بسرعة شديدة، تلعب المهارات الناعمة دورًا فعالًا في هذا الصدد عبر تعليم الأطفال المرونة والانفتاح على التعديلات،
وأهمية تطوير المهارات بشكلٍ دوري لمواكبة التقدم الذي يشهده العالم من حولهم، لكي يتمكنوا من إنجاز المهام المطلوبة منهم بجهدٍ أقل، وكفاءة أفضل، وتفاعل أكثر جودة، واستعداد جيد للتصدي للمواقف الطارئة، والمشكلات التي من المحتمل أن تظهر في بيئة العمل، وهو ما يرفع قيمة الشخص في سوق العمل، ويُميزه عن أقرانه، ويوسع دائرة فرص العمل التي يمكنه انتهازها.