عندما ما تُعانق طفلك بانتظام أو تداعب شعره، أو تمنحه قبلة على خده تظن أن هذا هو كل ما يمكن أن تقدمه له من عاطفة رغم أن الاحتياجات العاطفية للطفل أعمق بكثير من مجرد اللمس الجسدي أو تلبية الاحتياجات المادية مثل الطعام والمأوى، وقد يتسبب الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة في تأثيرات سلبية عديدة على المستوى النفسي ربما تمتد لفترة طويلة الأمد، كما يمكن أن تؤثر على حياته لاحقًا، إليكم 8 علامات تدل على أن الطفل يعاني من نقص الحب والحنان.
قد يتسبب شعور الطفل بالإهمال العاطفي إلى تطوير سلوكيات متضاربة أو عدوانية أو عنيفة لديه مع أقرانه في المدرسة أو النادي، كما يمكن أن ينعكس ذلك في شعوره بعدم الأمان أو عدم الثقة،
أي أن نقص شعور الطفل بالمشاعر الإيجابية ينعكس لديه في شكل تصرفات سلبية غير مقبولة، لهذا إذا لاحظت أن طفلك يضرب أخيه الصغير أو يعنّف أحد أصدقائه، فهذه علامة على أنه يحتاج إلى حنانك بشكلٍ أكبر.
إذا كان طفلك يشعر بالغيرة من الآخرين الذين يحظون باهتمام حوله، فهذه علامة على أنه يريد المزيد من الاهتمام منك أيضًا، لهذا من المهم التأكد من أن كل طفل يشعر بأنه يحصل على ما يكفيه من الوقت والاهتمام الفردي حتى لا يشعر بنقص الحب، أو يترجم ذلك إلى إهمال عاطفي.
من العلامات الأخرى التي تدل على على قلة الشعور بالمودة عند الأطفال هي نوع العلاقات التي يقيمونها مع الآخرين، فإذا كانوا يميلون إلى الجلوس وحدهم منعزلين عن العالم الخارجي هذه علامة خطر تشير إلى أن هناك مشكلة ما، لأنه من المعتاد جدًا أن يُظهر الطفل الذي يعاني من عدم الاستقرار العاطفي مهارات اجتماعية ضعيفة، وعدم قدرة على التواصل الاجتماعي.
قد يلجأ الأطفال الذين يشعرون بنقص في الحب الذي يتلقونه من عائلاتهم إلى أحلام اليقظة كميكانزم دفاعي تقوم من خلاله عقولهم بالتجول إذا كانوا يشعرون بالملل، وجدير بالذكر أن الملل غالبًا ما يحدث عندما لا يتم تحفيز الشخص عقليًا وعاطفيًا بدرجة كافية، لهذا ننصحك بمحاولة القيام ببعض الأنشطة الممتعة والتفاعلية مع أبنائك لتشغل عقولهم، وتُجنبهم الشعور بالملل.
إذا كان طفلك يفضل قضاء وقت فراغه وحيدًا، ويتجنب مشاركة زملائه في الأنشطة المختلفة، فلا يذهب إلى حفلة عيد ميلاد صديقه، ويفضل الذهاب إلى المدرسة وحيدًا رغم أن لديه صديق يسكن بالقرب منه ويرحب بالذهاب معه، فهذا يدل على أنه يفتقد الكثير من الحب والحنان،
لأنه يشير إلى أن لديه رهبة في تقريب شخص ما منه بدرجة معينة، لأن القريبين منه بهذه الدرجة الآن لا يحققون له درجة الأمان العاطفي التي يحتاجها، وهنا يُنصح بمحاولة تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة التفاعلية التشاركية مع أقرانه بشكلٍ تدريجي، ومحاولة إظهار الفوائد العديدة لذلك.
اقرأ ايضاً: كيف تساعد طفلك على تكوين صداقات؟
كثرة البكاء من أكثر علامات نقص الحنان شيوعًا عند الأطفال، لأن الأطفال المستقرين عاطفيًا يكونون قادرين على التحكم في عواطفهم، لذلك إذا كان الطفل ينتمي إلى بيئة رعاية سيئة،
فقد يجد صعوبة في التعرف والتعامل والسيطرة على مشاعره، فلا يعرف الطريقة المُثلى للتصرف مع الآخرين في المواقف المختلفة، وتنعكس عدم السيطرة تلك في نوبات بكاء وغضب وصراخ غير مبررة.
هؤلاء الأطفال الذين يشعرون بحاجة إلى مزيد من الحب، يلبون حاجتهم بطريقتهم الخاصة هربًا من مشكلتهم الأساسية التي تُشعرهم بالنقص، فيسعون إلى التواصل العاطفي باستخدام استراتيجيات توفر راحة فورية مثل استخدام الهواتف المحمولة طوال الوقت،
لأن الهواتف الجوالة توفر فرصًا للتواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت في أي وقت وفي أي مكان، ولعب ألعاب الفيديو على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وربما يُفضل هؤلاء الأطفال ساعات طويلة أمام التلفاز عن مشاركة أسرهم في أي نشاط آخر.
اقرأ ايضاً:
- كيف تؤثر الأجهزة الذكية على الأطفال؟
- 4 مخاطر للألعاب الإلكترونية.. كيف يمكن حماية الأطفال منها؟
الأطفال الذين يميلون إلى الدراما والمبالغة في ردود الفعل على المواقف البسيطة يكونون في كثير من الأحيان بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والحب، لأنهم يقصدون من وراء هذه المبالغة إثارة الإعجاب وجذب الانتباه إليهم، ويمكن أن يلجأون أحيانًا إلى الكذب لخلق مزيد من الإثارة التي تجعلك تمنحهم قدرًا أكبر من الاهتمام وهي بالطبع عادة سيئة عليك التصدي له بمنح طفلك الاهتمام الذي يحتاجه دون أن يطلبه ودون محاولات منه للفت انتباهك.
سر دعم الأطفال عاطفيًا يكمن في أن تكون مصدر أمانهم الأبدي الذي يمكنهم الرجوع إليه أي وقت، فتستمع إلى مشكلاتهم ووصفهم لمشاعرهم جيدًا، وتحاول أن توفر لهم بيئة أكثر دفئًا تزخر بالحب والدعم، ولا تنسَ أن تسمح لطفلك بالتعبير عن مشاعره وقتما يريد، فالجميع يحتاجون إلى البكاء أو التعبير عن الغضب أو الحزن،
فماذا عن الأطفال الذين لم يصلوا إلى مرحلة النضج العاطفي بعد؟، لهذا في هذه الأوقات العصيبة لا تتردد في الإمساك بأيديهم أو عناقهم، وتذكر دائمًا أنك كلما منحت طفلك حبًا وحنانًا سينعكس ذلك عليه بشكلٍ إيجابي في جميع جوانب حياته لاحقًا.