من الطبيعي أن يشعر طفلك بالخوف أو القلق من وقت لآخر، فالتجارب الجديدة ومواجهة التحديات أثناء استكشاف العالم يجعل القلق جزءًا لا يتجزأ من مراحل النمو، فقد يكون لدى طفلك مخاوف إما بسبب قدرة عقله على رسم سيناريوهات مخيفة تشعره أن دماغه غير قادر بعد على تحليل وفهم أنها ليست حقيقية، أو بسبب شعوره بالخوف من الآخرين (خاصة والدته وأبيه) واتباعهم، أو بسبب أسلوبه الأناني والمحدود في التفكير الذي يدفعه إلى ربط جميع الأحداث والمواقف بنفسه.
اقرأ ايضاً: كيف يمكن علاج الخجل والانطواء عند الأطفال؟
إذا كانت مخاوف طفلك مستمرة أو شديدة لدرجة أنها تجعله يتجنب الأنشطة الاجتماعية، أو تُعيق قدرته على المشاركة في المدرسة، أو مع أفراد الأسرة، أو التفاعل عند الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية، فنُقدم لك 4 نصائح ستساعدك على تقديم الدعم لطفلك، لتنخفض مستويات القلق والتوتر والخوف لديه، وهي كالآتي:
استمع بصبر، فعندما يرغب الأطفال والمراهقون في التحدث عليك أن تستمع إليهم باهتمامك الكامل، وتمنحهم الوقت الكافي لوصف أفكارهم ومشاعرهم بالكلمات، ليس هذا فقط، بل ننصحك بطرح أسئلة لسماع المزيد، وعدم التسرع في تقديم النصيحة حتى تكسب ثقتهم، فبدلًا من محاولة التحدث عن الأمر، قدّم لهم الراحة والتفاهم والأمان لأن ذلك أكثر فاعلية.
ساعد طفلك على التفكير في الاستراتيجيات التي يمكنه استخدامها عندما يشعر بالقلق، فيمكن أن تقترح عليه اللجوء إلى العد من واحد إلى عشرة تصاعديًا ثم العد تنازليًا ببطء من عشرة إلى صفر، أو التنفس العميق، أو كتابة أفكاره على الورق، ثم تمزيقها ورميها بعيدًا لإخراج الطاقة السلبية، ويُنصح أيضًا بتعليم طفلك استخدام الحديث الإيجابي عن النفس، لدعم ثقته بنفسه واستقراره العاطفي، على سبيل المثال: "لقد استعددت جيدًا للاختبار، لذا سأجتازه بسهولة".
أصعب وقت يمر على الطفل عندما يخاف من شيء ما "قبل" حدوثه، سواء كان قرارًا يخشى اتخاذه، أو موقفًا يخشى الوقوع فيه، لذلك على الوالدين محاولة تجنب هذه الفترة المتوقعة أو تقليل مدتها، فمثلًا إذا كان الطفل متوترًا بشأن الذهاب إلى موعد مع الطبيب، لا تدخل معه في مناقشة حول هذا الموضوع قبل ساعتين من الموعد، لأنك بذلك تجعل طفلك أكثر ارتباطًا بمصدر قلقه، والأفضل هو محاولة تقصير تلك الفترة إلى الحد الأدنى.
عندما تبدأ في تهدئة ابنك أو ابنتك من حالة القلق التي انتابته عليك أن تعلم أن هدفك هنا ليس القضاء على القلق، بل التصدي لسببه، لهذا عليك أن تُراقب سلوكيات الطفل وانفعالاته جيدًا حتى تعرف متى يشعر بالخوف، وكيف يتفاعل مع هذا الشعور،
وما هي مسبباته، وهل هذه الأسباب تستدعى دخول الطفل في حالة قلق أم أن الطفل يبالغ في رد فعله، فإجاباتك على هذه الأسئلة ستجعلك قادرًا على تقديم المساعدة لطفلك بالشكل الذي يحتاجه، كما تجعلك قادرًا على التنبؤ بما يحتمل أن يسبب له الخوف أو التوتر في المستقبل لتفاديه.
قد يكون القلق عند الأطفال جزءًا طبيعيًا ومؤقتًا من تطوره ونموه، لكن في بعض الأحيان يعاني الأطفال من التوتر الذي يستمر لفترة طويلة، مما يتسبب لهم في مشكلات عديدة تؤثر على جميع جوانب حياتهم اليومية، وتنعكس لاحقًا على شخصياتهم المستقبلية، لذلك يجب الحذر من تفاقم مستوى القلق والتوتر لدى الطفل،
والعمل على معرفة أسبابه ومصادره ليُمكن التصدي لها وتخفيفها، ولا يجب أن يتردد الآباء في اللجوء إلى الطبيب وطلب الاستشارة أو العلاج إذا شعروا بعدم القدرة على السيطرة، أو أن طريقتهم في احتواء خوف وقلق أطفالهم لم تعد مُجدية.