رُهاب المدرسة وتجنب المدرسة ورفض المدرسة هي مصطلحات تصف اضطراب القلق لدى الأطفال الذين لديهم خوف غير عقلاني ومستمر من الذهاب إلى المدرسة، ويختلف سلوك هؤلاء الأطفال عن سلوك الأطفال المتغيبين عن المدرسة، لأنهم لا يُعبرون عن أي مخاوف بشأن التغيب عن المدرسة، ويريدون أن يكونوا على اتصال وثيق مع والديهم أو مقدمي الرعاية، في حين أن المتغيبين عن المدرسة لا يفعلون ذلك، وغالبًا ما يكون الأطفال الذين يخافون الذهاب إلى المدرسة غير آمنين وحساسين، ولا يعرفون كيف يتعاملون مع عواطفهم، فيبدو عليهم القلق وقد يصابون بأمراض جسدية عند التفكير في الذهاب إلى المدرسة، فيبكون، وتُصيبهم نوبات الغضب، ويصرخون، ويشكون من الأوجاع والآلام والمرض قبل المدرسة، وتظهر عليهم مستويات عالية من القلق تتحسن بشكل عام عند تركهم في المنزل، كما يجدون صعوبة في النوم، ويهددون بإيذاء أنفسهم، فكيف يمكن التصدي لهذا الخوف المرضي من المدرسة؟
تحدث مع طفلك عن أسباب عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، وفكر معه في كل الاحتمالات واذكرها، وعليك أن تكون متعاطفًا وداعمًا ومتفهمًا لسبب انزعاجه، وتحل معه أي مواقف تسبب له التوتر وتكون سببًا لمخاوفه، ويُنصح بأن تُناقش خوف طفلك من المدرسة مع موظفيها، بما في ذلك معلمه، والمدير، والممرضة، ويمكنك طلب دعمهم ومساعدتهم، خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بحالة تنمر، أو علاقة سيئة مع أحد معلميه، أو نقله من مدرسة لأخرى، أو فهم تحدي أكاديمي أو تعليمي معين يواجهه طفلك ويجعل المدرسة أكثر صعوبة، مما يتطلب توفير استراتيجيات للتأقلم، وإدارة أي ضغوط محتملة قد تؤثر على علاقته بالمدرسة.
لا يوجد شيء مخيف للطفل أكثر من الاعتقاد بأنه لا يمكنه اللجوء إلى والديهم طلبًا للمساعدة، لذلك إظهار التعاطف والقلق يخبر طفلك أنك لا تنكر مخاوفه، بل تأخذ الأمر على محمل الجد لمعالجته، وهذا يبني الثقة بينكما، أما إذا تجاهلت خوفه، فقد لا يأتي إليك في المرة القادمة التي يشعر فيها بالخوف، ولن تعرف أبدًا ما الذي يمنعه عن المدرسة، لهذا عليك تعليم طفلك كيفية بناء التنظيم الذاتي، أي القدرة على التعامل مع عواطفه وأفكاره بشكل صحي، فيتحكم في الأفكار السلبية، ويبقى هادئًا، وليس عليك المبالغة في رد الفعل على تجنب الطفل لمدرسته، لأن هذا يولد لديه مزيدًا من التوتر والقلق، بل ننصحك بالتعامل مع هذه الحوادث بهدوء وثقة، لأن طفلك سيتغلب عليها لاحقًا.
بدلاً من إخبار طفلك بالضبط بما يحتاج إلى القيام به لمكافحة رهاب المدرسة، قم بعصف ذهني وممارسة استراتيجيات التأقلم معًا، وبدلاً من تقديم نصيحة سريعة، كن فضوليًا بشأن ما يدور في ذهن طفلك، واستكشف الحلول المحتملة معه، كما يمكنك تقديم خيارات تشجع طفلك على التحكم في يومه المدرسي، إليك بعض الأمثلة على مقولات قد تُحفز طفلك:
يجب أن تتضمن الخطة حالات الطوارئ التي ستساعد الطالب في لحظات القلق طوال يومه استخدام الألعاب، وأخذ استراحة دماغية، والمشي في الخارج بمساعدة المعلم، وما إلى ذلك، ويجب أن تكون هذه الخطة عبارة عن تطوير تسلسل هرمي خطوة بخطوة لإعادة طفلك إلى المدرسة، فالمبدأ العام هو إنشاء سلسلة من الخطوات التي تزداد صعوبة كلما تقدمت، فتقوم بكل خطوة حتى يقل القلق بشأن هذه الخطوة بشكلٍ كبير ثم تنتقل إلى الخطوة التالية، ويتم تصميم هذه الخطة اعتمادًا على طفلك وعمره وشدة القلق التي يشعر بها والموارد المتاحة، ولأن عملية إعادة طفلك إلى المدرسة قد تستغرق عدة أشهر، عليك ضبط توقعاتك وفقًا لذلك.
اقرأ أيضا للأمهات الجديدات.. نصائح أول يوم مدرسة
من الأفضل أن تكون استباقيًا وتنتبه إلى خوف طفلك من المدرسة مبكرًا، لأنه كلما غاب الطفل عن المدرسة لفترة أطول، زادت صعوبة العودة إلى روتينه الأساسي، لأن كثرة الغياب تزيد درجة الخوف لديه، فلا يجب الاستسلام إلى حيل الأطفال ورجاءاتهم، ويُنصح بعلاج أسباب هذا الخوف المرضي لديهم، لأن السماح باستمراره يجعل الأطفال يومًا بعد يوم بعيدًا عن العودة إلى المدرسة، فكلما أسرع الطفل في العودة إلى المدرسة كان ذلك أفضل، والحصول على المساعدة هو خطوة أولى مهمة للوصول إلى هذه النتيجة، خاصةً إذا طالت فترات الغياب، وذلك لمعرفة المزيد عن أسبابه، ومناقشة الاستراتيجيات المختلفة للقضاء عليه.