تبدأ قدرة طفلك الصغير على التعرف على الألوان المختلفة في التطور قبل أن يبلغ من العمر عامًا واحدًا، وفي الوقت نفسه، يبدأ في ملاحظة الاختلافات في الأشكال والأحجام المختلفة ويلتقط أوجه التشابه، إلا أن معرفة الألوان الأساسية تستغرق وقتًا أطول، فيمكن لمعظم الأطفال في عمر 30 شهرًا تسمية لون واحد فقط، وعندما يبدأون في تعلم اسم كل لون، يحتاجون إلى فهم ما يمثله هذا لون، ومع المزيد من الأمثلة التي توضح أن اللون ليس الشكل، وليس الحجم، وليس الملمس، وليس اسم الكائن، يمكن للأطفال فهم ما هو اللون الأخضر والأصفر والأزرق وغيره، وعلى الرغم من أن الأمر يستغرق وقتًا، إلا أن تعليم الأطفال الألوان يمكن أن يكون سهلاً باتباع مجموعة من الخطوات البسيطة.
لكي تعلم أطفالك الألوان ببساطة عليك أن تعلمهم لونًا واحدًا في كل مرة، فمثلًا تحضر لطفلك صندوقًا به العديد من أقلام التلوين، وتجعله يختار اللون المفضل لديه، لتبدأ في تعليمه عنه بشكلٍ أكبر، فالأفضل التركيز على لون واحد فقط في كل مرة حتى يتمكن الطفل من تحديد هذا اللون بشكل أكثر وضوحًا، وعندما يختار طفلك لونه المفضل، اسمح له بالإبداع، فاجعله يظهر كيفية التلوين باستخدام قلم اللون الذي اختاره، وتأكد من الإشارة إلى أشياء داخل المنزل وخارجه بذات اللون لخلق اتصال بين اللون والحياة الواقعية.
في المراحل الأولى من الفرز، يجب عليك تسمية اللون الذي تريد أن يضعه الطفل في كل قسم حتى يسهل عليه اكتشافه، وننصحك بأن تبدأ بلونين أو ثلاثة فقط، ثم تضيف لهم المزيد بالتدريج، والشيء العظيم في فرز الألوان هو أن هناك احتمالات لا حصر لها للعناصر التي يمكنك فرزها؛ مثل: المشابك الورقية الملونة، والخرز، والكرات، والمكعبات، وعليك البدء بإظهار كيفية فصل الأشياء في أقسام مختلفة للطفل الصغير، ثم تطلب منه تقليدك، قد يستغرق الأمر قليلًا من الوقت لمتابعته، لذا كن صبورًا، وأعطه ملاحظات إيجابية.
يمكنك تعليم طفلك الألوان عبر إشراكه في التسوق لشراء البقالة، وأنشطة تحضير الوجبات، والسماح له باختيار ولمس الفواكه والخضروات النيئة أثناء التسوق وإعداد الطعام في المنزل، وكذلك أثناء طهي الطعام الوجبات المختلفة، ويمكن تعزيز انتباهه إلى الألوان المختلفة عبر إدخال كل عنصر من عناصر الطعام مع الإشارة إلى لونه، فمثلًا عند تقطيع الطماطم لإعداد السلطة، تقول له "احضر الطماطم الحمراء لنُقطعها"، وننصحك بأن تضع خيارات ألوان عديدة أمامه يختار من بينها، فيمكنك سؤاله "هل تريد تفاحة حمراء أم تفاحة خضراء؟".
لا تُستخدم الألوان فقط لوصف شكل شيء ما، بل تستخدم أيضًا للتعبير عن المشاعر، على سبيل المثال، يعبر اللون الأحمر عن الغضب، ويشير اللون الأزرق إلى الشعور بالحزن، ويعبر الأصفر عن السعادة والتفاؤل، بينما يعكس اللون الأخضر الحالة الصحية الجيدة ويعبر عن الطبيعة، ويعتبر اللون الأبيض هو لون النقاء والخير، لهذا، يمكنك البدء في تشجيعهم على البدء في استخدام الألوان للتعبير عن أنفسهم وما يشعرون به، وهي مهارة تساعدهم على فهم عواطفهم بشكلٍ أفضل، لخلق روابط اجتماعية وعاطفية للألوان.
خلط الألوان مع بعضها البعض طريقة مثالية لتعليم الطفل الألوان الأساسية، والألوان التي تنتج من دمجها معًا، ويمكن أن يدمج الطفل الألوان باستخدام الألوان الخشب إذا كان في سن صغيرة، أما إذا كان أكبر سنًا، فيمكن أن يستخدم الألوان المائية أو ألوان الباستيل القابلة للغسل والتنظيف، كما يمكن تطبيق هذا النشاط عبر دمج الألوان في زجاجة، وتعليم الأطفال الصغار جميع ألوان قوس قزح مع بعض القطع الفنية الممتعة.
الطريقة الأبسط والأكثر شيوعًا لتعليم الأطفال الألوان هي من خلال كتب التلوين التي تناسب جميع الأعمار، فكل ما عليك هو اختيار كتاب يناسب طفلك، وتشجيعه على ممارسة نشاط التلوين من خلاله، لتحسين المهارات الحركية لديه، وتعزيز الإبداع، وتطور التركيز والتنسيق بين اليد والعين، وهو ما يساعد أيضًا في تخفيف التوتر، ويمكنك جعل هذا النشاط أكثر إبداعًا بالنسبة للأطفال إذا شجعت طفلك على تصميم الكتب الملونة بنفسه في المنزل عن طريق قص الصور والرسومات وتنسيقها معًا.
تمثل الألغاز طريقة ممتعة وتفاعلية لتعليم طفلك الألوان، وهناك العديد من أنواع الألغاز والخيارات التي يمكنك الاختيار من بينها لمساعدتك على تلبية الاحتياجات التنموية لطفلك، على سبيل المثال، غالبًا ما تحتوي الألغاز على قطع بألوان مختلفة، فقد تكون إحدى القطع باللون الأزرق بشكل أساسي وقد تكون الأخرى باللون الأخضر، مما يكون مفيدًا بشكلٍ كبير للأطفال الصغار الذين لا يزالون يبدأون في التعرف على الألوان الأساسية.
يمكن أن يعزز تعليم الألوان للأطفال المهارات اللغوية، لأن التعرف على الألوان ووصفها يحسن قدرة الطفل على التواصل والتعبير عن نفسه، وكذلك يقوي مهارات الرياضيات لديه، ويساعد على تعليمه كيفية الفرز والتنظيم والتصنيف والمقارنة، وكذلك يخلق التعرف المبكر على الألوان رابطًا معرفيًا قويًا بين القرائن المرئية والكلمات، وتعتبر القدرة على تحديد الألوان علامة فارقة في العملية الإدراكية للطفل، وغالبًا ما تكون جزءًا من الفحص المبكر للتطور والقبول التعليمي.