عسر الكتابة أو Dysgraphia هو صعوبة تعلم تؤثر على مهارات الكتابة عند الأطفال، وهو ما يجعلهم يواجهون صعوبة في تدوين الملاحظات في الفصل، واستكمال الواجبات المنزلية والواجبات طويلة الأجل، مما ينعكس سلبًا على تقييم مستواهم الدراسي، وأدائهم الأكاديمي، وهو ما قد ينتهي بالتخلف في الدروس، وتجنب الأنشطة المدرسية، لأنه غالبًا ما يكون إنتاج النص باليد صعبًا ومؤلمًا، ويتسبب في شيء من التشنج في عضلات اليد، والتعرق المفرط بسبب القلق الشديد، ومثل معظم تحديات التعلم، تختلف درجة المعاناة من أعراض عسر الكتابة من طفل لآخر، كما تختلف الأعراض في طريقة ظهورها لدى الأطفال من مختلف الأعمار.
ينصح الخبراء بتجربة الأنشطة التي تساعد طفلك في التركيز على الشعور لعلاج عسر الكتابة؛ على سبيل المثال، استخدم إصبعك لتتبع حرف على ظهر طفلك، أو إغماض عينيه بينما تكتب رسالة على كفه، ثم ملاحظة ما إذا سيكون قادرًا على إعادة كتابة هذه الرسالة على قطعة من الورق أم لا، فهذه الطريقة تخلق ترابطًا شعوريًا يرفع درجة إحساس الطفل بالحروف والكلمات، وهو ما يسهل التغلب على عسر الكتابة، وعند إحراز تقدم بعد اتباع هذه الاستراتيجية، يمكن جعل الأمور أكثر صعوبة من خلال كتابة حرف كبير ومطالبة الطفل بكتابته كحرف صغير أو العكس.
يؤثر عسر الكتابة على التحكم الحركي الدقيق، لهذا السبب يبدو الإمساك بقلم رصاص أو أي نوع قلم آخر برفق ليس أمرًا طبيعيًا أو سهلًا بالنسبة للطفل، وهنا تكون إحدى الحلول الفعّالة هي تشجيع الطفل على الكتابة كما لو كان يحمل ريشة، أو يمكن منحه ريشة وحبرًا حقيقيين بالفعل، لأن الريش رقيق ويميل الأطفال إلى التعامل معه برفق أكثر من التعامل مع الأشياء الصلبة مثل أقلام الرصاص والجاف، وإذا بدا على الطفل أنه غير مرتاح في استخدام الريشة، يمكن التفكير في استخدام الطباشير، لأنها ستقوم بنفس الدور، لتدريب الطفل على الكتابة برفق، لأنها سوف تنهار عند الضغط عليها بشدة.
عسر الكتابة يرتبط بمهارات التحدث، لهذا تشجيع الطفل على إملاء الجمل وتهجئتها بشكلٍ صحيح في جهاز التسجيل قبل كتابتها سيُطور مهارات التحدث لديه، مما سيَسمح له بالتركيز فقط على تكوين الحروف بشكلٍ صحيح دون الانغماس في القواعد والنحو، ولتنفيذ هذه الاستراتيجية، يمكن أن تطلب من طفلك أن يقول الكلمات كما يكتبها، لكي تعمل التغذية الراجعة السمعية على إشراك مناطق مختلفة من الدماغ ، مما يساعده على التركيز ومراقبة جهوده، والتعرف أكثر على الكلمات المطلوب منه كتابتها.
يمكن أن يؤدي التصميم السيئ لنوع الورق الذي يستخدمه الطفل عند الكتابة إلى جعل الكتابة اليدوية وتشكيل الحروف أكثر صعوبة؛ إذ غالبًا ما يتميز ورق الكتابة للمتعلمين بخطوط وشُرط متعددة تربك أكثر مما تساعد، وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من عسر الكتابة، والذين يعانون من مشاكل حسية بصرية، يمكن أن تعيق هذه الصفحة المزدحمة كتاباتهم بشكلٍ سيء، وهنا يُفضل البحث عن الورق الأمثل الذي يمكن أن يساعد الطفل على الكتابة، أو استخدام ورقة فارغة يمكن من خلالها رسم الخطوط التي تناسب حالة الطفل، وتعتبر هذه من العناصر الأساسية التي تخفف معاناة الطفل الذي يعاني من عسر الكتابة.
يجب أن يحصل الطفل المصاب بعسر الكتابة على تسهيلات في المدرسة، لأنه يمكن أن تساعد هذه التسهيلات في تقليل العقبات التي يواجهها بسبب عسر الكتابة، فيمكن على سبيل المثال؛ استبدال الواجبات المدرسية المكتوبة بأخرى مسجلة صوتيًا في المراحل الأولى من العلاج، أو توفير أوراق خاصة تناسب حالة الطفل تتميز بخطوط بارزة وسطور واسعة، وكذلك مراعاة توفير له وقت أطول للكتابة حتى لا يشعر بالنقص، بالإضافة إلى تشجيعه على القيام بعصف ذهني حتى يكون مستعدًا للكتابة، لأن عسر الكتابة يؤثر على جميع أفكار الطفل ويجعلها غير منظمة، فلن تكون كتاباتهم متماسكة.
هناك عدد من الأجهزة التقنية المساعدة التي يمكن استخدامها لمساعدة الأطفال الذين يعانون من عسر الكتابة، ومن أبرز أمثلتها:
test