الأنانية هي عندما يفكر الطفل في نفسه أولًا وقبل كل شيء، فيهتم بمكاسبه الشخصية أكثر من اهتمامه باحتياجات أي شخص حوله، صحيح أننا جميعًا نميل إلى أن نكون أنانيين بعض الشيء في بعض الأحيان، ولكن أن تكون الأنانية واحدة من السمات الرئيسية في الشخصية فهذا خطر كبير على حياة الطفل الحالية والمستقبلية، لكن لا داعي للقلق، لأنه من المفترض أن يطور الأطفال نكران الذات في الوقت المناسب، ويجب على الوالدين تعليمهم العطاء والمشاركة والتعاون، وفي حين أنه قد يجادل البعض في أن الأطفال يولدون أنانيين بالفطرة، بينما يقول البعض الآخر إنه سلوك مكتسب، فلنتفق جميعًا على أن الأطفال الأنانيين بحاجة إلى التحرر من عاداتهم السيئة، وهناك استراتيجيات فعالة للوصول إلى هذه النتيجة.
الأطفال من عمر عامين إلى 6 أعوام يكونون في المرحلة الثانية من مراحل التطور المعرفي، وطوال هذه المرحلة يكون تفكير الطفل متمركزًا ومتمحورًا حول الذات، وهذا طبيعي في المرحلة الأولى من الحياة، لأن الأطفال يكونون غير قادرين فكريًا على رؤية العالم من وجهة نظر مختلفة، ولكن من منظور تنموي ومع التقدم في العمر، يتحول التركيز على الذات فقط إلى التركيز على الذات والآخرين، وتشير بعض الأبحاث إلى أن قدرة الأطفال على التحكم في الدوافع واتخاذ القرارات والتفكير بطريقة أقل تمحورًا حول الذات تحدث بين سن 6 سنوات و 13 سنة، ولكن في عمر 15 عامًا، يكون جميع المراهقين في مرحلة نمو يمكن اعتبارها أنانية وغير آمنة، مما يعني أنهم يركزون بشدة على أنفسهم بحيث لا يتبقى لديهم الكثير من الطاقة العقلية لملاحظة كيف يؤثرون على الآخرين، حتى لو كانوا في الواقع أشخاصًا متعاطفين.
اقرأ ايضاً عن كيف يجب التعامل مع الأطفال في مرحلة البلوغ
اقرأ ايضاً عن 3 طرق لعقاب الطفل لا تؤثر عليه سلبًا
الخطوة الأولى لوقف هذه السلوكيات الأنانية عند أي طفل هي إدراك أنها مشكلة حقيقية، واتخاذ قرار بإيقافها، لأنه عندما يكبر الأطفال فإنهم يولون المزيد من الاهتمام لأنفسهم، وهذه ظاهرة طبيعية لأن الأطفال يدركون من هم ويخوضون ديناميكيات ثقافية واجتماعية جديدة، كما أنه عادةً يكره الأطفال فكرة كونهم أشخاص غرباء في حشد من الناس، لذلك يركزون على سلوكهم الخاص، وهذا النوع من التركيز الذاتي أمر طبيعي، لكنه يصبح خطرًا عندما يتحول إلى سلوك أناني للغاية يدمر حياة الطفل ويبعده عن أصدقائه إلى الأبد، وهو ما يجب التصدي إليه بالمقترحات السابقة التي إذا لم تنجح يجب اللجوء إلى الطبيب واستشارته ليقدم الإرشادات اللازمة لتقويم سلوك الطفل قبل فوات الأوان.