تتعدد الأسباب التي قد تُصيب المراهقين بالاكتئاب، فقد يرجع الأمر إلى تغيرات أو خلل في كيمياء المخ، أو تغيرات في توازن هرمونات الجسم، وقد يكون السبب عوامل وراثية، أو صدمة نفسية تعرض لها المراهق في طفولته، وربما يكون اكتساب أنماط التفكير السلبي مثل تعلُّم الشعور بعدم القدرة على إيجاد حلول لتحديات الحياة، لكن أيًا كان السبب، يؤثر الاكتئاب على المراهقين سلبًا، ويغير حياتهم إلى الأسوأ بشكلٍ ملحوظ.
اكتئاب المراهقين هو حالة صحية عقلية خطيرة تهدد سلامة الشاب ورفاهيته، فضلاً عن مستقبله، وتؤدي هذه الحالة إلى الألم العاطفي الذي يعاني منه المراهق المكتئب، مما قد يدفعه إلى القيام ببعض الممارسات السلبية، مثل: تعاطي المخدرات، وإيذاء النفس، واضطرابات الأكل، ومحاولات الانتحار، ويمكن أن تتداخل تأثيرات اكتئاب المراهقين مع العلاقات والأداء المدرسي، فتؤدي إلى ضعف القدرة على المذاكرة، أو الالتحاق بالجامعة، أو بناء علاقات حقيقية مع الآخرين.
مثل:
مثل:
اقرأ أيضا عن أبرز 6 تغيرات نفسية أثناء مرحلة المراهقة
يختلف الاكتئاب عند المراهقين عن الاكتئاب عند البالغين، وعلى عكس اكتئاب البالغين، قد لا يكون الحزن والانسحاب الاجتماعي من أعراض اكتئاب المراهقين، بل يمكن أن يكون الغضب والتهيج والغضب أكثر بروزًا، ويميل اكتئاب المراهقين أيضًا إلى أن يكون أقل انتشارًا، ولأن مستوى الاكتئاب يتغير لدى المراهقين، يستبعد العديد من الآباء تشخيص أبنائهم بالاكتئاب، لأنه لا يظهر عليهم الاكتئاب عندما يكونون مع أصدقائهم أو في أيام معينة، وتشمل السمات الأخرى التي تميز اكتئاب المراهقين عن اكتئاب البالغين؛ زيادة التهيج، والأوجاع، والآلام النفسية الجسدية غير المبررة.
التدخل المبكر لعلاج الاكتئاب عند المراهقين أهم خطوة من خطوات العلاج حتى يعود المراهق إلى حياته التي كان يحلم بها من خلال الدعم والمشورة المناسبين، ويتغلب على الاكتئاب، وينصح الوالدين بالبدء بالتحدث إلى أصدقائه ومعلميه ومدربيه لمعرفة ما إذا كانوا قد لاحظوا أيًا من العلامات التحذيرية لاكتئاب المراهقين على المراهق قبل التواصل مع طبيب الأسرة أو معالج متخصص حتى لا يغضب المراهق، وهناك بعض الأساليب الفعالة التي يمكن اتباعها لخفض مستوى التوتر لدى المراهق، والمساهمة في علاجه، ومن أبرزها:
تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين اكتئاب المراهقين واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ يميل المراهقون الذين يقضون وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإبلاغ عن معدلات اكتئاب أعلى من أقرانهم، وقد يكون سبب ذلك قضاء المراهقين وقتًا طويلًا على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالوقت الذي يقضونه في النشاط البدني أو تطوير المهارات، حيث تظهر بعض الدراسات أن نمط الحياة الخاملة يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة العقلية، وربما يرجع ذلك إلى تداخل الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي مع روتين النوم، مما يؤثر بشكل غير مباشر على مزاجه.