يرى كثيرٌ منا الدراسة كنوع من الواجب الذي لابد من تأديته، فهل هناك طريقة يمكننا من خلالها تغيير هذا التصور، وتعلم كيفية المضي في العملية التعليمية بطريقة لا تجلب لنا سوى السعادة؟
الأفضل عادةً أن تدرس في مكان نظيف وهادئ نسبيًا حتى تتمكن من التركيز سواء في المنزل أو في الأماكن العامة، وينصح بتجنب الدراسة على السرير لأنها تسبب النعاس. وإذا كنت ممن يفضلون المذاكرة مع ضوضاء بسيطة في الخلفية، يمكنك الدراسة في أحد المقاهي القريبة من منزلك، أو في مكتبة عامة أو مدرسية أو جامعية، ويفضل تغيير المكان الذي تذاكر فيه بين الحين والآخر لكسر الملل.
الأشخاص الذين يحيطون بنا يؤثرون علينا بشكل مباشر، لأنهم إما يلهموننا أو يحفزوننا لنصبح نسخًا أفضل من أنفسنا، أو يسحبوننا إلى الأسفل، ووفقًا لدراسة حديثة، ثبت أن البيئة الاجتماعية أكثر ما يؤدي إلى النجاح الأكاديمي، لهذا احرص على تضمين من لديهم عقلية مشابهة لعقليتكك والذين يعملون باستمرار على تحسين أنفسهم في دائرتك المقربة، وتذكر أن بيئتك الاجتماعية الحالية هي انعكاس مباشر لمستقبلك.
لا تحشر المعلومات في دماغك وتحفظها دون أن تعرف المغزى منها، وتذكر دائمًا أن الهدف من التعليم ليس النجاح بالحصول على أعلى الدرجات، بل بتحقيق أقصى استفادة من المعلومات التي تتلقاها، لهذا عليك أن تطبق ما تتعلمه في حياتك وأنشطتك اليومية، حتى تشعر بالقيمة الحقيقية لعملية التعلم، ولا تفقد الشغف نحوها.
التفكير بشكلٍ إبداعي، والعمل على خلق قصص وأفكار جديدة، يجدد شغفك نحو المذاكرة، لأنه يجعلك تستكشف الكثير في البيئة حولك، كما يحسن قدرتك على التخيل، وهو ما يجعلك تستمتع بعملية التعلّم، لأنه يحولها إلى عملية مبتكرة غير تقليدية، كما يجعلك تتخلص من قيود الروتين المصاحب للواجبات المدرسية والأعمال الدراسية الأخرى.
اقرأ ايضاً عن ما هي مهارات التفكير الإبداعي و كيف يمكن تعزيزها
تذكر دائمًا أن الضغط لا يولد سوى الانفجار، لهذا لا تحاول أن تكون مثاليًا بشكلٍ مبالغ فيه، فتجبر نفسك على إنهاء قدر كبير من المذاكرة في وقت قليل، أو توفر الوقت المخصص للترفيه للمذاكرة، لأن هذا سينعكس عليك بشكلٍ سلبي، وسيجعلك تفقد الشغف تجاه الدراسة تدريجيًا إلى أن تكرهها، واعلم جيدًا أنّ الهدف ليس حصولك على الدرجات النهائية بشكلٍ دوري في كل المواد، وأن فترات الراحة ضرورة وليست رفاهية.
اقرأ ايضاً عن خطوات تنظيم الوقت
شغفك نحو الدراسة يتأثر بشكلٍ كبير عندما تقارن أداءك بأداء الآخرين، لأنه يجعلك لا ترى إنجازاتك، وينقص من مستوى استحقاقك، لهذا عليك أن تدرك أن لكل طالب وتيرته الخاصة التي تعتمد على مهاراته وقدراته، فإذا أنهى صديقك واجب الرياضيات الذي أنهيته أنت في 4 ساعات في ساعتين فقط هذا لا يعني أنه أذكى منك، لأن هناك ما تدرسه أنت بشكلٍ أفضل منه.
لا تتردد في تضمين الأنشطة والألعاب التي تفضلها وتثير اهتمامك في عملية التعلم، لأن شعورك بالسعادة أثناء ممارسة هذه الأنشطة سينعكس بشعور إيجابي على المذاكرة، وسيحافظ على حب التعلم، ويمكن الاستعانة في هذا الصدد بمهارات الرسم، والحرف اليدوية، وألعاب الفيديو التعليمية التي تساعد في التنمية الاجتماعية والجسدية والعاطفية والفكرية والإبداعية.
للحصول على مزيد من الشغف تجاه الدراسة، قد تحتاج إلى تذكير نفسك بما هو في انتظارك، فإذا كنت تدرس لاجتياز اختبار، وسيؤدي اجتياز جميع اختباراتك إلى حصولك على درجة علمية أو أي مؤهل آخر، وسيوفر لك المؤهل وظيفة، يجب أن تفكر في هذه الفوائد الإجمالية، لأنها ستحسن موقفك تجاه الدراسة، وستدفعك إلى حبها بشكلٍ أكبر.
تمامًا مثل أي شيء آخر، يكون التعلم غير مكتمل إذا كان مفروضًا على الطلاب، ومن المؤكد أن وضع الطلاب في بيئة غير مواتية للتعلم، ومنحهم موارد محدودة، ووضعهم في خبرات تعلم لا تتماشى مع متطلباتهم، سيضع الكثير من الضغط على الطلاب و يجعل عملية التعلم غير فعالة تمامًا، لهذا يجب أن يحدث التعلم نتيجة الشغف الفطري بين الطلاب، لأن الرغبة في التعلم تجعل عملية التعلم أكثر إمتاعًا، حيث أن الدافع للتعلم فطري، لذلك من الضروري تحديد ما يؤثر على هذا الشغف بالتعلم والتعامل مع هذه العوامل حتى يتمكن الطلاب من الاستفادة منها، ولكي تتحول الدراسة إلى نشاط اجتماعي وليس تعليمي فقط، ومن ثم تُقلل من إجهاد المذاكرة، عندئذ ستحب الدراسة بشكل لا مثيل له!