مهما اختلف مجال التعلم، أثناء عملية التعلم، يمر المتعلم بخمس مراحل أساسية، فما هي هذه المراحل؟ وكيف يعرف المتعلم أنه وصل إليها؟
في هذه المرحلة من التعلم، لا نعرف ما لا نعرفه، فهو عبارة عن حالة من الجهل، لذلك عادة ما يكون المتعلم فيها مفعمًا بالأمل والتفاؤل والإثارة والمتعة لكل جديد سوف يتعلمه، وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأكثر هشاشة في التعلم بسبب زيادة احتمالية شعورك بالملل وفقدان الشغف خلالها، وهو ما يعرف بتأثير Dunning-Kruger، وكذلك عدم الوصول إلى النتائج المرجوة. وهنا تكون المهمة الأساسية للمعلم تعريف المتعلم بأهمية ما يتعلمه، والمنفعة التي ستعود عليه لاحقًا.
علامات تدل على أنك في هذه المرحلة من التعلم:
أمثلة:
بمجرد تجاوز مرحلة عدم الكفاءة اللاواعية تصل إلى المرحلة الثانية من التعلم وهي مرحلة عدم الكفاءة الواعية التي تدرك فيها كل ما لا تعرفه، فتكون بمثابة صحوة، لأن المتعلم يدرك القصور الذي يعاني منه، مما يحفزه للعمل على تطوير نفسه، ويشعره بالارتباك بسبب الطريق الطويل الذي ينتظره، فيكون دور المعلم هنا تقديم الدعم لمساعدته حتى يتمكن من الوصول إلى مرحلة يستطيع فيها القيام بالمهمة بنفسه.
علامات تدل على أنك في هذه المرحلة من التعلم:
مثال:
طالب يبحث عن مدرب لأنه أدرك أنه لا يزال في حاجة إلى تعلم الكثير حول الرياضة الجديدة التي بدأ في ممارستها.
إذا تجاوزت مرحلة الصدمة، فخلال مرحلة الكفاءة الواعية ستعرف كيف تصل إلى هدفك، ولكن عليك التركيز بشدة على مهمتك، لأن معرفتك الجديدة في هذه المرحلة لا تزال هشة، ولم يتم ترسيخها بعد؛ لهذا عليك أن تتدرب بجد حتى لا تخاطر بنسيان ما تعلمته. وهذا يفسر كون هذه المرحلة هي المرحلة التي يحدث فيها أكبر قدر من التعلّم، مما يتطلب أن يتسم القائم بالتعلم بخبرة كبيرة.
علامات تدل على أنك في هذه المرحلة من التعلم:
مثال:
سائق متعلم، لكنه لا يزال لديه بعض المشاكل في تغيير التروس، ويحتاج إلى تكرار الخطوات عند بدء تشغيل السيارة أو إيقاف تشغيلها، ليعتاد عليها بشكلٍ أكبر.
المرحلة الرابعة من التعلّم هي عندما تستوعب كل ما تعلمته بالكامل؛ إذ يمكنك تنفيذ مهاراتك الجديدة تلقائيًا بإتقان ودون الحاجة إلى تفكير مسبق أو جهد كبير، ويستغرق ذلك وقتًا وصبرًا، لكن الأمر يستحق الالتزام للوصول إليه، مما يشعرك بالسعادة، لأن عملك الشاق آتى ثماره أخيرًا، وهنا ينتهي دور المعلم لأنك لم تعد بحاجة إليه، وربما يكون تدخله محدودًا وبصفة إرشادية وليست تعليمية.
علامات تدل على أنك في هذه المرحلة من التعلم:
أمثلة:
في المرحلة الأخيرة من التعلم، يمكنك تعليم الآخرين ما تعلمته دون وعي، أي تتحول من متعلم إلى معلم مهمته نقل مهاراته ومعارفه إلى الآخرين بأبسط الطرق، وهو ما يتطلب فهمًا عميقًا لما تعلمته والقدرة على توصيله للمبتدئين، والمفاجأة هنا هي أنه كلما تعلمت في سن صغيرة، قل احتمال قدرتك على التدريس بشكل جيد.
علامات تدل على أنك في هذه المرحلة من التعلم:
أمثلة:
بغض النظر عن المرحلة التي وصلت إليها في عملية التعلم، حاول ألا تشعر بالإحباط، أو تعرقل مسيرتك التعليمية لأي سبب، ولا تتعجل رؤية نتائج إيجابية لأن تعلم شيئ جديد ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى وقتٍ كافٍ. فخصص الوقت الكافي، ولا تستسلم في أي مرحلة، واستمر في العمل حتى تصل إلى هدفك.