بالنسبة لأي أب محب، فإن ابنته أميرته الصغيرة التي تعني له العالم، وبالنسبة للابنة، الأب هو بطلها الحقيقي الذي يكون حاضرًا من أجلها طوال الوقت، لهذا يلعب وجود علاقة قوية بين الأب وابنته دورًا كبيرًا في نمو الطفلة، فمجرد وجود الأب وتوجيهه يعزز احترامها لذاتها وثقتها بنفسها ومنظورها وآرائها تجاه الرجال الآخرين، من ناحية أخرى، يمكن للأب الذي يقضي وقتًا مع ابنته الصغيرة أن يخفف من التوتر لديها، ويزيد من الدوبامين الخاص بالمكافأة والتحفيز في الدماغ، لذا، ننصحك بتخصيص وقت تقضيه مع ابنتك تمارسان من خلاله أنشطة مثمرة ومفيدة، تقوي روابط الاتصال بينكما، وتؤثر على مهاراتها وسماتها الشخصية بشكلٍ إيجابي.
بدلاً من تناول وجبة غداء أو عشاء من إعداد الأم، يمكن أن تقترح على ابنتك إعداد وجبة سويًا، فيمكنك إحضار وصفة غير معقدة من الإنترنت أو أحد كتب الطبخ، والبدء في إحضار المكونات التي تحتاجها، ثم العمل على طهيها، ويمكن الخروج من المطبخ لكسر الروتين، والذهاب للشواء في الحديقة، وأهم القيم التي يجب على الأب الانتباه إلى تعليمها لابنته أثناء الطبخ معًا هي أهمية المشاركة، وتحمل المسؤولية، والاعتماد على النفس، وهي قيم رائعة للترابط.
الأنشطة الرياضية التي يمكنك ممارستها مع ابنتك عديدة ومتنوعة، فيمكنك الذهاب معها في جولة على الدراجة، تعلمها من خلالها الركوب بمفردها على عجلتين، وهي طريقة رائعة لاستكشاف الأماكن الخارجية معًا، ومن الأنشطة الرياضية الأخرى التي يمكن أن يمارسها الأب مع ابنته أثناء الصيف؛ المشي على الشاطئ وبناء القلاع الرملية وجمع الصدف وركوب الأمواج، كما ينصح بممارسة اليوجا معها، لما لها من فوائد صحية وعقلية تساعد على التركيز والهدوء.
اقرأ ايضاً: تمارين رائعة للأطفال في عمر 10 سنوات
تحب الفتيات الذهاب إلى العمل مع والديهن، لذا فإن الأب الذي يصطحب ابنته للعمل معه سيخلق نشاطًا ممتعًا! حتى إذا فاتها يومًا دراسيًا، ويمكنك خلال هذا اليوم أن توضح لها ما تفعله في العمل، وكذلك تعليمها كيفية القيام بهذه المهام بنفسها، وإذا لم يكن هذا متاحًا، يمكن استبدال يوم العمل الخارجي بيوم عمل في المنزل تُعلم خلاله ابنتك ممارسة حرفة يدوية، أو تصليح بعض التوالف في الأجهزة أو الأثاث، فمثل هذه الأنشطة تعلم الفتاة الاعتماد على نفسها، وتجعلها أكثر قدرة على التصرف بشكلٍ إيجابي في الأوقات الصعبة، واتخاذ القرارات المناسبة عند الحاجة.
لا يهم كم عمر ابنتك لتقرأ معها كتابًا أو قصة، فالقراءة نشاط مفيد لأي طفلة في أي عمر، والفتيات عادة يفضلن القراءة خاصةً في الليل، ولأن للقراءة عوائد إيجابية لا حصر لها على نمو الأطفال، يمكنك الاقتراب من ابنتك واحتضانها في آخر ساعات الليل قبل خلودها إلى النوم، والبدء في قراءة قصة أو كتاب معها عن موضوع تهتم به، وننصحك بحسن اختيار ما ستقرأه؛ إذ يفضل أن تكون قصة ذات مغزى يعزز قيمة أخلاقية جيدة مثل الصدق أو الأمانة، أو كتاب ينفر من سلوك سيء مثل الأنانية أو التنمر.
اقرأ ايضاً: كيف أُعلم طفلي القراءة؟
الذهاب في رحلة تخييم تجربة رائعة ننصح أي أب بمشاركتها مع ابنته، ويمكن تضمين أنشطة عديدة خلال هذه الرحلة، مثل إشعال النار ورواية القصص حولها، واستكشاف الصحراء، وحل ألغاز الصور، وخلال هذه الرحلة عليك أن تركز على تعريف ابنتك بشكلٍ أكبر على نفسها، وتعزيز قدرتها على تنظيم مشاعرها، وطريقة التعبير عنها خلال هذه الأجواء الهادئة البعيدة تمامًا عن صخب المدينة.
قد لا يكون التسوق هو خيارك الأول لكيفية قضاء وقت مثمر مع ابنتك، لأنه قد لا يروقك كرجل، إلا أن ابنتك ستحب مساعدة أبيها لها على الاختيار سواء من خلال التجول معها في المتاجر، أو مجرد الجلوس بجانبها أثناء تصفح مواقع التسوق عبر الإنترنت، ولا تتردد في اطلاعها على رأيك في الملابس والإكسسوارات التي تختار بينها، فالفتيات في أي عمر يروق لهن إحساس المشاركة والاهتمام والرغبة في المساعدة خاصة إذا كان مصدره الأب.
إذا كانت لديك كاميرا، فقم بالتناوب مع ابنتك في تصوير بعض ديكورات المنزل، أو إحدى زهور الحديقة، ويمكنك أن تطلب منها تتبع الأشياء التي تقدرها كثيرًا عن أسرتها أو أصدقائها أيضًا لتصويرها، وإذا كانت ابنتك تحب الرسم أو التلوين، فهي حتمًا سترغب في التقاط صورها الخاصة،
وهنا يمكنك تخصيص يوم للتصوير، تقوم خلاله معها بالتجول في أنحاء المدينة والتقاط صور لمعالم خاصة أو أماكنها المفضلة، وبعد الانتهاء من التقاط الصور، لا تنسَ جمعها في ألبوم، وإذا كنت لا تملك كاميرا احترافية، يمكنك القيام بنفس الأنشطة مستخدمًا هاتفك الذكي، فمعظم الهواتف التي نستخدمها اليوم باتت تتميز بكاميرات جيدة الدقة.
يمكن أن يكون وقت ممارسة الأنشطة بين الأب وابنته في أي مكان، والأفكار السابقة هي مجرد أمثلة يوجد مثلها العديد من الأفكار الفعالة الأخرى، لكن الأهم من اختيار نوع النشاط هو اقتطاع الوقت الكافي لقضاء وقت ممتع مع طفلتك، لأن هذا بمثابة دور أساسي يكمل الدور الذي تلعبه الأم في عملية التربية، مما يجعل الحياة أسهل كثيرًا عندما تأتي سنوات المراهقة الصعبة.
اقرأ ايضاً: 6 أفكار إبداعية لمساعدة الطفل على استثمار وقت فراغه