التنمر الإلكتروني الذي يتعرض له الأطفال يتمثل في نشر الاتصالات المحرجة أو المهينة أو المضايقة أو الضارة عبر الإنترنت أو عن طريق الرسائل النصية أو المصورة، ومع قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت وعلى الهواتف المحمولة، تزداد احتمالية تعرض الأطفال للتنمر، لهذا يُعتقد أن أكثر من نصف المراهقين تعرضوا للتنمر الإلكتروني، وأكثر من 25٪ منهم تعرضوا له بشكلٍ متكرر، وأكثر من نصف هؤلاء لا يخبرون والديهم عند حدوثه، وهو ما يؤكد أن الإنترنت مليء بالمحتوى المفيد للأطفال، وأيضا بالمحتوى غير المناسب لأعمارهم، وهناك أشكال عديدة للتنمر الإلكتروني، منها:
ولكي نقلل فرص أن يصبح أطفالنا ضحية للتنمر الإلكتروني، يُنصح باتباع بعض الإرشادات التي ثبت فعاليتها، لحماية الاطفال من مخاطر الانترنت.
النصيحة الأولى لحماية الطفل أثناء تصفح الإنترنت هي استخدام محرك البحث "كيدل" Kiddle بدلًا من أي محرك بحث آخر، ليكون هو المحرك الأساسي عند البحث عن المعلومات، وذلك لأنه متخصص في إظهار نتائج بحث مناسبة للأطفال، وإزالة أي محتوى مخصص لفئات عمرية أكبر، ويتصل بذلك، مساعدة طفلك على ضبط إعدادات الخصوصية في جميع المنصات التي يستخدمها بحيث تصبح أكثر أمانًا، بحيث تصبح جميع حساباته خاصة، وتحتاج الحصول على إذن قبل مشاركة أي صور أو مواد خاصة، وما إلى ذلك.
هناك العديد من البرامج المخصصة لحماية الأطفال التي يمكن استخدامها عبر الإنترنت، منها ESET Parental Control، Kaspersky Safe Kids، Google Family Link، Qustodio، وهي برامج تسمح بالتعرف على التطبيقات التي يستخدمها الطفل وأوقات استخدامه لها، ومنها ما يمنع ظهور أي محتوى غير مناسب لعمر الطفل، ويحظر أي محتوى يتعلق بمشاهد القتل والعنف والمشروبات الروحية والمراهنات، كما تسمح هذه البرامج بتحديد مدة زمنية لاستخدام الهاتف أو الإنترنت، لحماية الأطفال ليس فقط من التنمر الإلكتروني، بل أيضًا من إدمان الهاتف.
يمكن أن تكون العزلة والانسحاب والنفور من الأنشطة أو المواقف الاجتماعية علامات حمراء لتعرض الطفل للتنمر الإلكتروني ما لم يكن هناك سببًا واضحًا لها، وهنا عليك الانتباه إلى الوقت الذي يقضيه طفلك على الإنترنت أو مع أجهزته الشخصية، فإذا لاحظت ارتفاعًا طفيفًا في هذا النشاط، أو لاحظت أنه يبدو مشغولًا بشكلٍ متزايد أو عاطفي بهاتفه أو جهازه اللوحي، فقد يكون ذلك تحذيرًا على تعرضه للتنمر، ويمكنك إثبات شكوكك أو دحضها عبر التحقق من حساب طفلك عبر الإنترنت، لكن قبل القيام بذلك يفضل إعلامه واحتواء مخاوفه.
ساعد في بناء ثقة طفلك بنفسه، وشجعه على التسجيل في الفصول الدراسية أو الانضمام إلى الأنشطة التي يحبها؛ إذ سيساعد هذا في بناء ثقته بنفسه، وهو ما يساعده على التصرف بشكلٍ جيد، واتخاذ القرارات المناسبة عند مواجهة التنمر الإلكتروني، وتذكر جيدًا أنه كلما كنت مستعدًا بشكل أفضل لمساعدة ودعم طفلك، تمكن من تجنب التنمر الإلكتروني، ومواجهته في حالة التعرض له، لهذا شجع أطفالك على أن يثقوا فيك بشأن ما يرونه على الإنترنت ومن يتواصلون معهم، وأخبرهم أنه إذا كانوا ضحية أو لم يكونوا، فلن تتم معاقبتهم، وطمأنهم أن التعرض للتنمر ليس ذنبهم.
ساعد طفلك على أن يكون قدوة إيجابية تحارب التنمر الإلكتروني، فحتى إذا لم يكن الأطفال ضحايا للتنمر، فيمكنهم منعه من خلال دعم أقرانهم إذا شهدوا تنمرًا عبر تقديم الدعم للضحايا، وانتقاد سلوكيات التنمر، ولأنك قدوتهم، أظهر لهم كيفية معاملة الأطفال والبالغين الآخرين بلطف واحترام من خلال تعاملاتك اليومية مع الأشخاص من حولك، بما في ذلك التحدث عندما يتعرض الآخرون لسوء المعاملة، أو عندما يتعرض صديق لهم لمضايقات عبر الإنترنت، فالأطفال ينظرون إلى والديهم على أنهم النماذج المثالية التي يحذون حذوها للتصرف بشكلٍ جيد.
إبلاغ السلطات المختصة عن التنمر أمر ضروري. حتى إذا حدث التنمر الإلكتروني خارج أرض المدرسة، فأنت بحاجة إلى إخبارهم بذلك، لمساعة الأطفال على تخطي هذه المرحلة الصعبة، ولحمية من لم يتعرضوا للتنمر منه، وعلى الآباء أيضًا مراجعة سياسة المدرسة الخاصة بأطفالهم بشأن التنمر والإشارة إليها، فمن الجيد أن تجعل مدرسة الأطفال تهتم بمحاربة التنمر الإلكتروني، وتعمل على تطوير آليات للتصدي له.
إذا تعرض طفلك للتنمر على موقع ويب أو في أحد التطبيقات، فلا تتردد في الانتقال إلى قسم الدعم، مثل "إرشادات المجتمع" أو "مركز الأمان" أو "معلومات الوالدين" أو "إرشادات الأمان"، لمعرفة توصيات حظر المتنمر أو تغيير الإعدادات لمن يمكنه التواصل ومن يمكنه الوصول إلى المعلومات، وإذا وصلت درجة التنمر الإلكتروني إلى معدل خطر، لا تتردد في اللجوء إلى الشرطة الإلكترونية، ولا تخاف من الوصم المجتمعي، لأن ابنك أو ابنتك في النهاية ما هم إلا أطفال وقعوا ضحية للاستغلال، وعليك الوقوف بجانبهم إلى أن يستردوا حقوقهم.
لا تتردد في حماية أطفالك من التنمر الإلكتروني، لأنه عندما يحدث التنمر الإلكتروني للأطفال يمكن أن يترك ذلك تأثيرات سلبية عليهم لفترة طويلة، قد تصل إلى الهروب من المدرسة أو التفكير في الانتحار، إذ يؤثرالتنمر الإلكتروني على الأطفال بعدة طرق هي كالآتي: