إذا كنت تشك في أن طفلك لديه مهارات خاصة وقدرات إبداعية، وتبحث عما يدحض شكك أو يؤكده، إليك أهم السمات العقلية والاجتماعية والانفعالية التي عادةً ما يتمتع بها الطفل المبدع في السطور التالية.
يلعب الخيال دورًا مهمًا للغاية في التطور الإبداعي للطفل، فالاستغراق في التخيلات وتصميم العوالم الخيالية بجميع تفاصيلها أولى خطوات الإبداع التي يتخذها طفلك، وإذا كان طفلك مبدعًا، فستلاحظ أيضًا أنه يكون قادرًا على التعامل مع المشكلات وإيجاد حلول فريدة لها بفضل قوته العقلية الاستثنائية،
وهذا ينعكس على أدائه التعليمي، فمن أهم العوامل التي تؤثر على إبداعه وتساعده في عملية تطوره الإبداعي بيئة المدرسة، وإذا كانت قدرات التعلم لدى الطفل جيدة بشكلٍ استثنائي، فهذه واحدة من أولى علامات الموهبة الإبداعية، لأن الطفل الموهوب يكون قادرًا على فهم الأشياء بسرعة، ويتمتع بذكاء فوق المتوسط أو أكثر.
هذا الطفل المتحدي الذي يصر على فعل الأشياء بطريقته يمتلك علامة أكيدة على أنه طفل مبدع، هل انخرط طفلك في مشروع وتجاهل طلبك تمامًا؟ ربما سمعت منه ردًا مثل: "سأكون معك خلال دقيقة" أو "أنا مشغول الآن"، وذلك لأن الأطفال المبدعين عادةً يحتاجون إلى وقت للإبداع.
كما أن لديهم القدرة على ضبط العالم من حولهم والتركيز باهتمام على تحفتهم الفنية التالية دون التشتت بالعوامل الخارجية الأخرى، فهم عمومًا لا يتبعون العامة، بل يفضلون أن يكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء المقربين الذين يؤمنون بهم على أن يكون لديهم عدد أكبر من الإعجابات أو المتابعات، فهم يعرفون أنهم يشقون طريقهم الخاص، وسوف تستدلون على ذلك من خلال اختيارهم للملابس وطرق تصفيف الشعر بأنفسهم، وحلولهم غير التقليدية للمشكلات والتحديات التي تواجههم، وكرههم للمهام الروتينية التي تشعرهم بالملل.
في معظم الحالات، يتمتع الأطفال المبدعون بقدرة جيدة على حفظ المعلومات وتحكم جيد في الذاكرة أكثر من الطفل العادي، فيمكنهم استدعاء المعلومات وإتقانها بسرعة وسهولة، وإذا كان طفلك مبدعًا، من المحتم أن يكون مستوى تركيزه ومدى انتباهه أكبر من أقرانه، لأن الطفل المبدع يمتلك درجة عالية من قوة التركيز، لأنه يميل إلى إيلاء اهتمام شديد لمجالاته المفضلة، ولأن من أكثر علامات الإبداع شيوعًا لدى الطفل استقراره العقلي، وبسبب عمق تركيزه ومستوى انضباطه الذاتي، فإن الطفل المبدع يميل إلى أن يكون قويًا من الناحية العاطفية بشكلٍ أكبر، وهو ما يدفعه إلى الاهتمام بمجالات مختلفة لا تتعلق بالمواد الأكاديمية، مثل الفنون، والرسم، والموسيقى.
إذا كان طفلك يحب لعبة Legos ، فقد يعني ذلك أنه سيكون أكثر إبداعًا عندما يكبر، فوفقًا لدراسة أجراها باحثو جامعة فاندربيلت، ونُشرت في مجلة Psychological Science، إذا كان لدى الطفل مهارات تفكير مكاني جيدة في سن 13 عامًا، فمن المحتمل أن يكون مبدعًا ومبتكرًا في وقت لاحق من حياته، لأن مهارات التفكير المكاني للطفل تسمح له بالعمل عقليًا بأشكال ثنائية وثلاثية الأبعاد،
ومن ناحية ذات صلة، إذا كان طفلك يكافح من أجل البقاء ثابتًا، أي يتحرك طوال الوقت، فهو قد يكون من أصحاب التعبير عن الإبداعات جسديًا ويفضلها على الجلوس خلف مكتب طوال اليوم، وبالتالي من المحتمل أن ينبغ في مجال الرقص أو المسرح أو الطبخ أو غيرها من المجالات التي تعتمد على الإبداع الحركي.
التفكير المتشعب هو عملية من خطوتين تشجع الطفل على الاعتماد على المعرفة التي يمتلكها بالفعل وتطبيقها بطريقة جديدة، والأطفال الذين يفكرون بطريقة التفكير هذه يمكن أن يكونوا مبدعين في المستقبل، أو ربما هم مبدعون بالفعل، ومثلما يتميز الطفل المبدع أو الموهوب بعدد من الاستعدادات الفطرية التي تحتاج إلى اكتشافها والعناية بها، يعتبر إصقال هذا الإبداع عبر تنمية مهارات وقدرات الطفل ضرورة حتى يصبح نابغًا في أحد مجالاته المفضلة لاحقًا.
اقرأ ايضاً:
- ما هي مهارات التفكير الإبداعي، وكيف يمكن تعزيزها؟
- كيف أكتشف موهبة ابني وأُطورها؟
- ما هي نظرية الذكاءات المتعددة؟