سيحظى الأطفال في جميع أنحاء البلاد بأول يوم لهم في المدرسة خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يمثل علامة فارقة كبيرة للأمهات والطلاب على حد سواء، ربما كان طفلك قد ذهب بالفعل إلى الحضانة، لكن يومه الأول في المدرسة له خصوصية مختلفة، لأنه بمثابة خطوتهم الأولى نحو عيش حياتهم المستقلة؛ حيث سيكوّنون صداقات قد تستمر مدى الحياة، لهذا ربما عليك قضاء بعض الوقت في تحضير طفلك لهذا اليوم، وتحضير نفسك عاطفيًا ونفسيًا أيضًا.
التعرف على المدرسة هو مفتاح النجاح في اليوم الأول، لهذا ننصحك بزيارة المدرسة التي سيلتحق بها طفلك معه، والتجول داخل المباني، والنظر إلى الفصول الدراسية، والتحقق من الحمامات والملعب، وكذلك تعريف طفلك على المكان الذي سيُقابلِك فيه نهاية اليوم حتى يطمأن أنكِ لن تتركيه للأبد، ويفضل أن تتعرفي على المعلمين وشخصياتهم، والتأكد من حصولك على فرصة للدردشة معهم بينما يكون طفلك على مرمى البصر، لأنه إذا أظهرتِ لطفلك أن المعلم هو شخص تحبينه وتثقين به، فسيكون من السهل عليه تكوين ارتباط به لاحقًا.
إنه اليوم الأول لطفلك في المدرسة، لذا ننصحك بتجهيز كل المستلزمات الخاصة به، على سبيل المثال، قومي بتجهيز صندوق الأقلام بالعدد المناسب من الأقلام، وتأكدي من تضمين مسطرة لصف الرياضيات، بالإضافة إلى بعض المحايات أو الطوابع لفصول الفن، ومن المهم أيضًا أن يلتزم طفلك بروتين الصباح البسيط في أيام المدرسة حتى يتمكن من إعداد نفسه عقليًا، فيجب تعويده على الاستحمام، وتنظيف أسنانه، وارتداء زيه المدرسي حتى لا يتأخر لاحقًا في الصباح، وننصحك بأن يتناول وجبة إفطار تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتين والدهون الصحية ليستمد الطاقة اللازمة ليومه.
اقرأ ايضاً: كيف تستطيع إعداد جدول فعّال للمذاكرة؟
قبل المدرسة، قد تسمحين للأطفال بالسهر، لكن في الفترة التي تسبق التحاقه بها، يجب عليكِ تعويدهم على ضبط المنبه ليتمكنوا من الاستيقاظ في موعد المدرسة، ويفضل البدء في تدريب الطفل على هذا خلال فترة كافية قبل بدء الدراسة حتى لا يشعر بالنعاس أو الغرابة أو الانفعال في الأسبوع الأول من الدراسة، لأنه مرهق، ولم يحصل على القسط الكافي من النوم، ويمكنك تغيير موعد نوم الأطفال وتصميم روتين مثالي لذلك بشكلٍ تدريجي حتى تصلي إلى الموعد الذي سيتمكنون من الالتزام به خلال فترة الدراسة، وذلك لكي لا يشعرون بتغير مفاجئ لا يستطيعون التأقلم معه.
اقرأ ايضاً: كيف تُعلمين طفلك آداب النوم؟
حافظي على عقليتك إيجابية، لأن طفلك يستمد مشاعره منك، فإذا كنتِ هادئة وواثقة من أن كل شيء على ما يرام، لا تسأليه إذا كان خائفًا عدة مرات، لأن ذلك قد يجعله أكثر خوفًا، ولا تنسي أن دورك أن تطمأنيه إلى أن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنكِ بالقرب منه إذا احتاجك في أي وقت،
ويمكن أن تساعد القراءة أو يعين التظاهر باللعب بالحيوانات المحنطة طفلك على التكيف مع فكرة أنه سيتركك، لكنك ستعودين مرة أخرى، على سبيل المثال: تذهب أحد ألعابهم إلى المدرسة مع بعض الأصدقاء الآخرين ذوي الفراء، وتغادر الأم وتعود بعد أن غنوا أغنية وتناولوا وجبة خفيفة، وإذا كان لطفلك مخاوف بشأن تعرضه للتنمر مثلًا، عليك أن تناقشيها معه بهدوء قبل أول يوم دراسي.
اقرأ ايضاً: كيف يمكن علاج خوف الأطفال من المدرسة؟
ربما سمعت أمهات يقولون لأبنائهم على بوابة المدرسة "توقف عن البكاء"، ولسوء الحظ، يمكن أن تدفع هذه العقلية الأطفال إلى الشعور بالذنب، وعدم استيعاب مشاكلهم، مما يجعلهم لاحقًا يكافحون للتعبير عن شعورهم في العلاقات، والافتقار إلى الذكاء العاطفي، لهذا علّمي أطفالك أن بعض الناس لا يرغبون في البكاء، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم بحاجة إلى إخفاء مشاعرهم،
إذ سيساعدهم ذلك على تلبية احتياجاتهم، وتعلم طرق صحية للتعامل في سن مبكرة مع مشاعرهم، بدلًا من أن تكون عواطفهم هي المشكلة، وبالنسبة لكِ لا بأس من البكاء أيضًا، لأن هذه قد تكون المرة الأولى التي تشعرين فيها بأن طفلك ينفصل عنك، لكن لا تُظهري ذلك أمامه.
يعتبر اليوم الدراسي الأول من أهم الأحداث في حياة الأسرة بأكملها، لهذا في هذا اليوم، وقبل أن تتركي طفلك على باب المدرسة، تذكري دائمًا أن هدفك هو جعل هذا اليوم سعيدًا بالنسبة لكِ وله على حد سواء، وأنه عندما يبدأ المدرسة، ستُتاح له مزيدًا من الاستقلالية لإرواء تعطشه للمعرفة والشعور بالسعادة،
فلا تبكي أمامه أو تظهري له مشاعر خوف مبالغ فيه، لأن صورتك في هذه الحالة لن تتلاشى من ذاكرته، ويُنصح أيضًا بأن تُخلدي هذا اليوم في ذاكرته بحدث سعيد مثل أن تصنعي له كعكة خاصة للاحتفال مع العائلة المباشرة في فترة ما بعد الظهر عند عودته من المدرسة، ولكن دون مبالغة.
في أول يوم دراسة، توقعي ما هو غير متوقع، فمثلًا قد يحب أطفالك الوقوف والمشي في خطوط مستقيمة من مكان إلى آخر، بينما يكره الآخرون الانتقال من مكان إلى آخر على الإطلاق، وربما تجدي ابنتك في حالة ذهول لأنها لم تتمكن من ركوب حافلة المدرسة، وهي كلها أمور طبيعية بالنسبة لهم،
فالمرء قد لا يشعر بالراحة خلال الأشهر الأولى من العمل في مكان جديد، أو العيش في بيت غير منزله الأصلي، لهذا توقعي مثل هذه المواقف والتصرفات، وحاولي أن تضعي حلولًا مسبقة للتعامل معها إذا حدثت.