يرتبط فرط الحركة عند الأطفال بالسلوك المتهور، وهؤلاء الأطفال لا يشعرون بالتعب بالسهولة، كما يعانون من عدم القدرة على التركيز، مما ينتج عنه أداء أكاديمي ضعيف، وتأخر في النمو، وفي الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى الانسحاب الكامل من المشاركة في الأنشطة الجماعية، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والإحباط وضعف احترام الذات، وعلى الرغم من أن فرط النشاط يسبب مشاكل في المنزل والمدرسة، إلا أنه يمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعد على التحكم في النشاط الحركي المفرط، وتقليل القلق لدى الطفل ومعلميه وأولياء الأمور.
يحتاج الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة إلى مساعدة إضافية لاتباع التعليمات، ولجعل تعليماتك أكثر فعالية، ابدأ بجذب انتباه طفلك الكامل، وتواصل معه بصريًا، وضع يدك على كتفه قبل تقديم الطلب، كما ننصحك بتجنب الأوامر المتسلسلة مثل "ارتدِ جواربك، ونظف غرفتك، ثم أخرج القمامة"، فمن المرجح أن يرتدي الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه جواربه ثم في طريقه إلى غرفته، يجد شيئًا آخر يفعله بدلاً من تنظيفها، لهذا الأفضل تقسيم الإرشادات إلى أجزاء سهلة الفهم، وتكرارها عدة مرات، ويمكن أيضًا كتابة التعليمات خطوة بخطوة، ليسهل تذكرها.
اقرأ ايضاً: أساليب فعّالة لتعديل سلوك الأطفال
من الأشياء التي لا يلاحظها معظم الناس بسهولة هي تشتت انتباه الطفل الذي يعاني من فرط الحركة، لذلك ، يجب أداء المهام التي تتطلب التركيز مثل الواجبات المنزلية في منطقة يوجد بها له الحد الأدنى من الانحرافات والمشتتات، فيمكن وضع الطفل في مكان مريح بعيدًا عن النوافذ والأبواب، والسماح له بالتحرك ولكن دون تشتيت الانتباه بأشياء أخرى، وعليك التأكد من أن الطفل يفهم أنه لا يعاقب بالعزلة، بل كل ما هنالك أأنكأنك تُخصص له مساحة عمل دافئة وجذابة تساعده على التركيز، وتشجعه على إنجاز مهامه بفاعلية أكبر في مكان يشعر فيه بالراحة.
ستكون هناك أوقات لا يستطيع فيها طفلك تجنب الشعور بالإحباط، ولكن يمكنك مساعدته خلال هذه الأوقات في تطوير آليات التأقلم مع اللحظات، فإذا كان طفلك يميل الانفعال، علّمه بعض تمارين التنفس العميق، أو تقنيات الاسترخاء التي يمكنه تطبيقها في تلك المواقف، على سبيل المثال: اجعل أطفالك يغلقون أعينهم ويتخيلون أنفسهم في مكانهم السعيد الهادئ، أو اجعلهم يضغطون على كرة لامتصاص التوتر، وننصحك بإعداد روتين يومي لهم يساعدهم على الانضباط، وتقليل القلق والأرق.
اقرأ ايضاً: ما هي أفضل أساليب الدعم النفسي للأطفال؟
ينبع فرط الحركة من عدم تلقي الاهتمام، وغالبًا ما يتلقى الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه النقد ويتوقعونه أكثر من الأطفال الآخرين، وهو ما يمكن أن يؤثر على احترامهم لذواتهم، ولتفادي ذلك، على الوالدين إظهار التقدير في اللحظات التي تتطلب ذلك، والبحث عن السلوك الجيد ومدحه على الأقل خمس مرات أكثر من انتقاد السلوك السيئ،
إذ يعد إكمال المهمة حتى النهاية صراعًا كبيرًا للطفل مفرط النشاط، لذلك، من المهم أن يدرك أن إنجازه هذه المهمة عمل كبير، وكلما أكمل الطفل مهمة ما بنجاح، قدم له المكافأة التي ليس بالضرورة أن تكون مادية، فيمكن أن تكون مادية أو معنوية، ويجب أن تكون واضحًا عند تحديد المهام التي يمكن أن يحصل طفلك من خلالها على المكافآت.
اقرأ ايضاً: لكل أم.. نصائح وتحذيرات لتربية أكثر إيجابية
إذا كان طفلك يعاني من فرط الحركة، من المهم جدًا التحدث إلى معلميه، والتواصل معهم عن كثب، لتوجيههم إلى الطرق المثلى للتعامل معه، وكذلك دعم جهودهم المبذولة في مساعدته في الفصل، وعليك الحرص على أن يراقب المدرسين عمل طفلك ويقدمون له تقارير إيجابية علاوة على تحليهم بالمرونة والصبر في التعامل معه، ولا تنسَ أن تستفسر منهم حول مدى وضوح التعليمات والتوجيهات الخاصة بهم بالنسبة لابنك أو ابنتك، ومن المهم أيضًا إرشادهم إلى برامج وتقنيات اليقظة الذهنية التي تؤدي إلى الوصول لنتائج متقدمة في الفصل الدراسي
تظهر العديد من الدراسات أن وقت الشاشة يزيد من فرط الحركة، ولأن الأطفال يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات، ننصحك بتقليل هذا الوقت قدر الإمكان، لعلاج فرط الحركة لديهم، ويساهم في الوصول إلى هذه النتيجة أيضًا، تغيير النظام الغذائي، وتقديم للأطفال وجبات طازجة مطبوخة في المنزل خالية من المواد الحافظة والنكهات الاصطناعية، إذ يقطع الأكل النظيف شوطًا طويلاً نحو تحسين الحالة المزاجية ونمط الحياة والصحة البدنية والعقلية بشكل عام.
اقرأ ايضاً:
- كيف تؤثر الأجهزة الذكية على الأطفال؟
- مخاطر للألعاب الإلكترونية.. كيف يمكن حماية الأطفال منها؟
قد تكون رعاية طفل يعاني من فرط الحركة أمرًا صعبًا، لأن فرط الحركة يجعل الأنشطة اليومية مرهقة، ويتسبب في الكثير من السلوكيات المتهورة والفوضوية، لهذا من المهم الانتباه المبكر إلى النشاط المبالغ فيه عند الأطفال، وعلاجه في أسرع وقت حتى لا يؤثر على جميع جوانب حياته لاحقًا.