قد تُثير مرحلة البلوغ الخوف في قلب الوالدين خاصةً لأنهم قد لا يقدرون على التواصل مع أبنائهم بشكلٍ فعّال، لكن يجب السيطرة على هذا الشعور واستبداله برغبة حقيقية في توجيه الأبناء، لتخفيف الشعور بالقلق والتوتر الذي يصيبهم في هذه المرحلة، لهذا يقدم لكم القورو 8 نصائح هامة لحماية الأطفال في مرحلة البلوغ والمرور منها بسلام.
أفضل طرق احتواء مرحلة البلوغ هي بدء الحديث عنها مع الطفل قبل الوصول إليها، ويمكن القيام بذلك من خلال أكثر من طريقة منها سؤاله عما إذا كان يلاحظ أي تغيرات نفسية أو جسدية تحدث له أم لا، وفي حالة إذا كان يلاحظ يُنصح بمحاولة استكشاف شعوره نحوها، ويمكن التطرق للحديث عن هذه المرحلة من خلال مشهد في فيلم أو عرض تلفزيوني؛ إذ أنه من الجيد إجراء هذه المحادثات، لأنها تجعلك تعرف ما يدور في رأس طفلك، لكن يجب اختيار اللحظات التي يبدو فيها طفلك منفتحًا على الحديث، حتى لا يشعر بأنه مفروض عليه.
عندما تسمع طفلك يتحدث عن تجربة المخدرات والكحول، أو أنه يرغب في صبغ شعره باللون الأرجواني، لا تجعل الذعر يسيطر عليك، لأن هذه الأفكار المتطرفة ترجع إلى التطور الجنسي المتسارع الذي يتعرض له في هذه المرحلة، وهي قد تسبب اضطرابات في الأكل والنوم أيضًا، وكذلك الشعور بالخجل في كثير من الأحيان، والتحول من شعور إلى عكسه في نفس الدقيقة، وهنا يكون دورك بناء أساس قوي يمنح الطفل القدرة على مواجهة كل هذه التغيرات والتحديات، كما يجب تزويده بالمعلومات الدقيقة التي يحتاج إليها لفهم ما يتعرض إليه من خلال توفير الكتب أو اقتراح مشاهدة فيلم توعوي معه.
في مرحلة البلوغ، احترم حاجة طفلك إلى الاستقلال، وإلى الحصول على مساحة أكبر من الخصوصية، ولتطبيق ذلك، عليك أن تسمح له بتحمل المسؤوليات، واتخاذ قراراته بنفسه لدعم ثقته في نفسه، فبهذا سيكتسب الطفل مهارة مهمة تمثل الأساس الذي يقوم عليه نموه، وهذا لا ينفي أن تكون داعمًا له تقدم المساعدة عند مواجهة المشاكل أو في حالة اتخاذ قرارات خاطئة، بل كل ما هنالك أنه يجب أن تتحول من الدور التوجيهي إلى الدور الإرشادي، فتتقبل اختيارات طفلك، وتساعده على فهم العواقب التي تصاحب كل قرار.
طمأن طفلك بأن مشاعره المختلطة هي جزء طبيعي تمامًا من سن البلوغ، وأنك ستدعمه وتفهمه طوال الوقت، وستساعده على إيجاد وضع مريح بالنسبة له، ففي مرحلة البلوغ، يجب أن تتأكد من أن طفلك يمكنه التحدث معك عن أي شيء، ويتحقق ذلك عندما تُشجعه على مشاركة مشاعره معك ومع البالغين الآخرين الذين يثق بهم، حتى يجد مصدر أمان عندما يشعر بأن شكل جسده بدأ يختلف عن أجساد أقرانه على سبيل المثال، فأفضل شيء يمكنك القيام به هو إظهار التعاطف مع التغييرات التي يمر بها، وشرح طبيعتها له حتى يدرك أنه في مرحلة مؤقتة لن تستمر إلى الأبد.
اسمع ما يقوله الطفل جيدًا، وخصّص وقتًا للاستماع إلى مخاوفه، سواء كان ذلك في السيارة أثناء الذهاب إلى المدرسة، أو أثناء تناول العشاء، وفي هذا الوقت عليك مناقشة ملامح النمو والبلوغ بصراحة وصدق، فعلى الرغم من أن ذلك قد يكون محرجًا لهم في البداية بعض الشيء، إلا أن فوائده لاحقًا ستكون عديدة، لهذا ننصحك بأن تتخذ أسلوبًا منفتحًا ومريحًا للدردشة مع ابنك المراهق منذ البداية، ومحاولة التحدث معه عن توقعاته، ليدرك جيدًا أن كل شخص يتطور وفقًا لسرعته الخاصة.
من أشهر علامات البلوغ حدوث تغير في رائحة الجسم بسبب النشاط المتزايد للغدد الكظرية، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب، وزيادة التعرق خاصةً في الإبطين والفخذين، لهذا يكون دورك هنا هامًا للغاية في تقديم مضادات التعرق أو مزيلات العرق له، ومتابعة استحمامه بانتظام، والاهتمام بنظافة المناطق التي تتعرق بشكلٍ أكبر، كما يفضل توفير ملابس قطنية أو تلك المصنوعة من الألياف الطبيعية له، لأنها عادةً تكون أكثر امتصاصًا للعرق، هذا بالإضافة إلى توجيهه إلى تغيير ملابسه بشكلٍ منتظم، واستخدام بعض العلاجات المُخصصة لأصحاب البشرة الدهنية.
يساعد تناول الأطعمة الصحية مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على القسط الكافي من النوم الأطفال على التكيف مع التغيرات الهرمونية وتنظيم الحالة المزاجية، ويعتبر خلق نمط صحي في مرحلة البلوغ ضرورة قصوى، لأن الأطفال في هذه المرحلة يبدأون تكوين عاداتهم التي عادة ما تستمر معهم لآخر العمر، وعلى صعيد متصل بالناحية الصحية، يُنصح بتقليل تناولهم للكافيين والتوابل، لأنها تتسبب في إفراز العرق بشكلٍ أكبر، مما يسبب لهم مزيدًا من الإحراج.
نظرًا للتغيرات الجسمانية العديدة التي تطرأ على جسد الطفل في مرحلة البلوغ، قد تحتاج إلى الاستعانة بطبيب في بعض المواقف، مثل استشارته للحصول على علاج مناسب لحب الشباب وندباته، أو استشارة طبيب متخصص في أمراض النساء لمعرفة الطريقة المُثلى للتعامل مع الفتاة عندما تبدأ لها أول دورة شهرية، وغيرها من المواقف المشابهة، ويندرج تحت ذلك طلب المساعدة من الطبيب النفسي عندما تلاحظ سلوكًا مريبًا أو تصرفًا غير مقبول من ابنك أو ابنتك.
التغييرات التي تطرأ على الأطفال أثناء مرحلة البلوغ تعتبر أكثر تحول حاسم في مرحلة المراهقة التي تمثل رحلة طويلة يمر خلالها الطفل بالعديد من التغييرات الجسدية والنفسية، إلا أن هذه المرحلة تكون أكثر قابلية للاحتواء عندما يقدر الوالدين على تقديم الرعاية اللازمة في الوقت المناسب، متى يجب القلق، ومتى يجب الاسترخاء، ومتى يجب الشرح، ومتى يجب التزام الصمت، ومتى يكون الصمت أكبر خطأ.
اقرأ ايضاً: أبرز 6 تغيرات نفسية أثناء مرحلة المراهقة