المراهقة فترة صعبة يتطور خلالها إحساس المراهقين بهويتهم، وتطرأ عليهم العديد من التغيرات السلوكية والنفسية التي قد تجعلهم يتصرفون بشكلٍ غير لائق أو يرتكبون بعض الأخطاء في كثير من المواقف، لهذا تربية الأبناء للمراهقين ليست سهلة أبدًا، وتتطلب التعرف على طرقٍ فعّالة للتعامل مع المراهقين، لهذا يقدم لكم القورو 6 خطوات بسيطة يُمكنكم اتباعها لتحسين علاقاتكم مع أبنائكم المراهقين والتواصل معهم بشكلٍ إيجابي.
قد يكون المراهقون مزعجين في كثير من الأحيان، مما قد يشعر الوالدين بالغضب والإحباط، ويجعلهم يعبرون عن استيائهم بشكلٍ مبالغ فيه، لكن عليهم أن يسطروا على مشاعرهم في مثل هذه المواقف، فيتنفَسون بعمق، وينظرون إلى الصورة الكبيرة والموقف الأساسي، ودوافع تصرف الطفل بهذا الشكل الخاطئ، كما يُذكّرون أنفسهم بصفاته الجيدة وتصرفاته اللائقة الأخرى، لأن وقع الموقف عليهم قد يجعلهم يتناسون العديد من الإيجابيات للتركيز على السلبيات فقط.
اقرأ أيضا عن ابني لا يحترمني.. كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟
لا تحكم على تصرفات ابنك أو ابنتك الخاطئة طوال الوقت، و تذكر أنك في الماضي عندما كنت مراهقًا، كنت تتصرف مثله وربما بشكلٍ أسوأ، فالأفضل من الحكم على سلوك المراهق هو محاولة فهم الأسباب والدوافع التي تقف ورائه حتى تفهم طريقة تفكيره، وتُدرك النواقص وجوانب الضعف فيها فتعمل على تقويمها، لتدع المراهقين يعرفون أن أفعالهم لا تُصنفهم أو تُدينهم، وأنك لا تحكم عليهم بشكلٍ سيء بسبب الأخطاء التي ارتكبوها.
النقاش هو المفتاح السحري لحل أي مشكلة، والمراهق يحتاج كثيرًا إلى التحدث، فإذا نجحت أن تكون متاحًا وقتما احتاج ذلك، سيمكنك توجيهه لاتخاذ الخيارات الجيدة والتصرف بالشكل السليم، لهذا عليك أن تتحدث معه حول كيفية التعامل مع المواقف الصعبة المُحتمل أن يتعرض لها مثل شرب الكحول أو تعاطي المخدرات، أو الميل إلى الانتحار أو العنف أو التنمر، ويؤكد على ذلك ما أثبتته الأبحاث في هذا الصدد، وهو أن وجود محادثات مفتوحة وصادقة مع الطفل في وقت مبكر تعتبر من أكثر الأدوات فعالية لمساعدة ابنك المراهق على حسن التصرف والاختيار.
عندما تُبالغ في توجيه النصائح للمراهق بطريقة تُشعره بالدونية وأنك أفضل منه يأتي ذلك بنتائج عكسية، لأن المراهقين يكرهون الاستماع إلى مثل هذه المحاضرات، وتدفعهم هذه النقاشات الإرشادية التي تُلقى عليهم بنبرة مثالية إلى العند، وهذا غير مطلوب على الإطلاق، بل الذي عليك أن تسعى إليه هو أن تجعل المراهق يصل إلى استنتاجه الخاص، فيجد الحلول الخاصة به، ويتعلم من تجارب الحياة، مما يُضيف إلى خبراته ومهاراته ويجعله لاحقًا قادرًا على اتخاذ القرار.
ربما لا تحب قصة شعر ابنتك أو اختيار ملابسها مما يدفعك إلى نهرها بسبب ذلك رغم أن الموقف بسيط ولا يستدعي ردة فعل كبيرة، لهذا يُنصح بأن تكتفي في مثل هذه المواقف بلفت الانتباه عبر تقديم نصيحة بسيطة دون الدخول في خلاف كبير قد يستمر لأيام، وعلى الجانب الآخر، عليك أن تكون حاسمًا وحازمًا في المواقف التي تشعر فيها بأن هنالك ما يُشكل خطرًا على طفلك، مثل حديثه معك عن رغبته في التدخين أو تعاطي المخدرات، أو تناول الكحول، ومن الأفضل أن تراقب سلوكيات ابنك في هدوء حتى تتصرف مبكرًا، لكن مع مراعاة ألا يشعر بأنه مُقيد.
الحب غير المشروط لا يعني القبول غير المشروط، لكن يعني قبول ابنك دائمًا، فحجب مشاعرك تجاه ابنك سيأتي بنتائج عكسية، لأنه سيجعل طفلك يشعر بأنه شخص سيء، أو سيجعلُه يتمرد بشكلٍ أكبر، ولا تنسَ أن المراهق قد يشعر بالخجل والذنب لكنه عادةً ما يُخفي هذا الشعور باللامبالاة أو التبجح، ومن المحتمل أن يكون السبب وراء خطأه من الأساس يكون قائمًا على شكل من أشكال رفض الذات، مما يجعله بحاجة إليك في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر حتى لا يتضاعف مستوى الألم العاطفي الذي يشعر به، وليُدرك جيدًا أنه دائمًا هناك فرصة لتصحيح الأخطاء.
ليس من السهل التعامل مع سلوك المراهقين الذي يتسم بالمبالغة والتردّد والتقلب في كثير من الأحيان، لكن بغض النظر عن مدى كونك والد جيد أو كونك أم جيدة، على كلاكما إدراك أنكما ستبقيان مُلزمَين بمواجهة حواجز الأبوة والأمومة حتى تساعدوا أبناءكم على تجاوز المشكلات السلوكية، لهذا يجب أن تكونوا على أتم الاستعداد لبذل الجهد الذي يجعلكم تفهمون احتياجات أبنائكم وطبيعة ما يمرون به حتى لا تواجهون العديد من الصدامات عند التعامل أو الدخول في نقاش معهم.