إذا كان لديك طفل سيلتحق بمرحلة الروضة قريبًا قد تتساءل عما إذا كان مستعدًا لهذه المرحلة؟ هل يعرف كل الأشياء التي يتوقع معلمه منه أن يفعلها؟ هل يجب أن يعرف القراءة؟ هل هو مستعد للابتعاد عن المنزل لمدة نصف يوم أو يوم كامل؟ هذه الأسئلة تكون مرهقة للغاية، وتشغل بال معظم أولياء الأمور، لذلك نقدم اليوم الدليل الكامل لمرحلة رياض الأطفال: كيفية الاستعداد لها، كيفية التعامل معها، وأهم المهارات التي يُتوقَّع للطفل أن يتعلمها خلالها.
قبل أن تبدأ رحلة الطفل في مرحلة رياض الأطفال، يحتاج الطفل إلى اكتساب بعض المهارات الأكاديمية حتى تصبح عملية التعلّم أكثر سهولة بالنسبة له، لأن هذه المهارات هي أكثر ما سيتم التركيز عليه في الفترة الأولى من الدراسة، وصحيح أن هذه المهارات سيُعاد شرحها من قبل المعلمين، إلا أن تدريب الطفل عليها قبل الالتحاق بالروضة، سيزيد تحصيله الدراسي، ومن أبرز هذه المهارات:
في مرحلة رياض الأطفال، التعلم الأكاديمي ليس كل شيء، لأن شخصية الطفل تتشكل في هذه المرحلة، وتظهر اهتماماته وميوله، وبالتالي يُفضل التأكد من وجود بعض المهارات الأساسية لدى الطفل قبل التحاقه بالروضة حتى لا يشعر بصعوبة في التعامل أثناء يومه الدراسي، ومن أهم هذه المهارات:
اقرأ ايضاً: كيف تجعل طفلك قوي الشخصية؟
أحد أفضل وأسهل الأشياء التي يمكنك القيام بها لإعداد طفلك ليوم في الروضة هو التحدث عنها ببساطة لإثارة حماسهم لمقابلة المعلمين، وتكوين صداقات جديدة، وتعلم الكثير من الأشياء، فالتحدث مع الطفل حول هذه الأشياء أثناء توصيله إلى الروضة، سيخلق بداخله رغبة في التعلّم، وسيقلل من مخاوفه،
ولتفادي عدم اعتيادهم على الاستيقاظ في وقت مبكر، يمكنك تدريبهم على ذلك قبل موعد الالتحاق بغرض ممارسة التدريبات الرياضية على سبيل المثال.
ينصح بأن يلتقي الطفل بمعلمه الأساسي قبل يومه الأول في الروضة ليرى فصله الدراسي حتى يشعر بمزيد من الثقة والاستعداد، ويجب أن يحافظ ولي الأمر على الالتقاء بالمعلمين بشكلٍ دوري ولو لبضع دقائق حتى يقدر على متابعة تفاعل الطفل مع زملائه ومعلميه وعملية التعلم بشكلٍ كامل سواء من الناحية النفسية أو الأكاديمية، وكذلك ليعرف مدى تحسن تقبله لوضعه الجديد.
الأثاث المخصص للأطفال يساعدهم على الشعور بأن المساحة تناسبهم وتخصهم دون غيرهم، مما يحفزهم ويزيد شغفهم نحو عملية التعلم، لهذا يُنصح بإنشاء مكتب دراسة يناسب أحجامهم، وكذلك تشجيعهم على المشاركة في تزيين وتنظيم مساحاتهم، ويمكن تخصيص ركن للقراءة وآخر للعب،
مما يحسن مهارات التنظيم والتركيز لديهم. ولكسر الملل وتفريغ طاقاتهم البدنية؛ يجب الحرص على تخصيص أوقات لممارسة الأنشطة الترفيهية، حتى لا يتحول اليوم إلى يوم دراسي فقط.
من المُفترض أن يتعلم الأطفال في الروضة قراءة الجمل البسيطة، ونطق الحروف والأعداد بشكلٍ بسيط، بالإضافة إلى كتابة كلمات بسيطة تتكون من حرفين أو 3 حروف، مثل: كلب، شمس، قمر، قلم، وفي مرحلة أكثر تقدمًا سيكتبون جملًا قصيرة وبسيطة من الحياة اليومية، مثل: "ركض القط إلى المنزل"، وكذلك ملء الفراغات.
سيتعلم أطفال رياض الأطفال التعرف على الأشياء وكتابتها وترتيبها وعدّها حتى الرقم 30، كما أنهم سيجمعون ويطرحون أعدادًا صغيرة لا يزيد مجموعها النهائي عن الرقم 10، وسيستمر التركيز على عمليتيّ الجمع والطرح مع ازدياد مستوى صعوبتها تدريجيًا حتى يلتحقون بالصف الثاني الذين يبدؤون فيه تعلم عمليات أخرى مثل: الضرب والقسمة، ولكن بشكل بسيط.
في هذا العمر الدراسي، يدرك الأطفال المفاهيم الأساسية لحدود الزمن، فيصبحون قادرين على تحديد السنة الهجرية والميلادية، ووقت الأحداث اليومية لأقرب ساعة، على سبيل المثال يدركون أنهم يغادرون إلى المدرسة في الساعة 7:00 صباحًا، ويتناولون العشاء في الساعة 6:00 مساءً، كما يتعرفون على فصول السنة الأربعة،
والفرق بين الليل والنهار. ومع ذلك، سيظل من الصعب عليهم فهم حدود الوقت بشكلٍ كامل، لأن معرفتهم مستمدة من الأشياء المادية الملموسة، والوقت مفهوم مجرد.
عملية التعلم في مرحلة الروضة تعتمد بشكلٍ كبير على المنزل، لذلك يجب أن يحرص الوالدين على تطبيق ما يتعلمه الأطفال في حياتهم اليومية وأثناء ممارسة أنشطتهم المفضلة، لكي يتم استكمال تحقيق الأهداف التعليمية المطلوب من الأطفال إنجازها في هذا العمر الصغير بما لا يشعرهم بالضغط والإرهاق.
اقرأ ايضاً: أفضل 4 أساليب لتعليم الأطفال في الروضة