التفكير الناقد هو مفتاح للعديد من جوانب الحياة، وهو مهارة مهمة للدراسة والمذاكرة مهما اختلفت التخصصات، فبغض النظر عما تدرسه، من المحتمل أن يُطلب منك استخدام التفكير الناقد لتفسير المعلومات وتحليلها، وتساعدك مهارات التفكير النقدي القوية في تكوين حجج أفضل لتقييماتك، خاصةً عندما تتم مطالبتك بالتفاعل مع المواد،
وليس مجرد إعادة قراءة الكتب المدرسية، إذا كنت ترغب في تحسين تفكيرك النقدي استعدادًا للدراسة، فيمكن أن تساعدك الاستراتيجيات التالية على صقل هذه المهارات لدعم حياة أكاديمية ناجحة.
التفكير الناقد هو عملية منضبطة فكريًا لوضع المفاهيم وتطبيق وتحليل وتوليف و تقييم المعلومات التي تم جمعها، أو الناتجة عن الملاحظة والخبرة والتفكير والاستدلال أو الاتصال، فهو القدرة على البحث عن صلة بين الأفكار،
وجمع المعرفة الأساسية في المواقف العصيبة، وتحديد الأخطاء في التفكير، والتفكير بعقلانية، مما يساعدك على اتخاذ القرارات بشكلٍ أفضل، والتعرف على نقاط قوتك، وتنمية معارفك، وتعزيز قدرات الإبداع والابتكار لديك، وكذلك قدرتك على الجدال.
إذا كنت ملاحظًا جيدًا، فهذا يعني أنك مفكرًا جيدًا، لأن الملاحظة أولى خطوات التفكير الناقد، قد لا يغذي الحدس عادة التفكير النقدي، ومع ذلك فإن القدرة على تحديد المشكلات بسرعة أمر مهم حقًا للتفكير الناقد؛ ومهارة الملاحظة هي التي تساعدك على تحديد المشكلات،
وهي لا تؤدي فقط إلى التعرف على المشكلات، ولكن أيضًا معالجة السبب الجذري لهذه المشكلات، ومعرفة الأسباب المحتملة التي تقف وراءها، مما يؤدي لاحقًا إلى التغلب بسرعة على المواقف السلبية المشابهة لها في المستقبل.
بعد أن تقر بوجود مشكلة أو ظاهرة ما، تأتي مرحلة تحليلها، وغالبًا ما يعتمد أولئك الذين يوصفون بأنهم محللون عظماء على بيانات أو إحصائيات أو حقائق أخرى لتغذية قراراتهم،
ويمكن أن يؤدي فهم هذه الحقائق إلى جعل صياغة الخطة وزيادة فهم المشكلة أكثر بساطة؛ ويرتبط بهذه المهارة عدد من السمات الأخرى، مثل: الحصول على آراء الخبراء، واستكشاف المزيد من خيارات جمع البيانات، والتحليل الموضوعي للبيانات.
هناك فرق شاسع بين الاستدلال والتخمين غير الدقيق، ونحن هنا نشير إلى الاستدلال، لأن الاستنتاج مهارة مفيدة تتطلب منك التعلم من الماضي للاستفادة منه في المستقبل،
وعند الاستدلال، يتعين عليك استخدام المعلومات المحدودة المتاحة لصياغة حل، بينما تجبرك الدوافع والتخمينات على اتخاذ قرارات سريعة (غالبًا غير دقيقة)، لذلك فإن الاستنتاجات المدروسة جيدًا والمبنية على التخطيط والخبرات السابقة تعد من أبرز مهارات التفكير الناقد.
يساعد استخدام مهارات الاتصال المناسبة في التوصل إلى القرارات الصحيحة، لأنه يحول أفكارك المجردة باستخدام لغة مبسطة إلى أفكار قابلة للتطبيق، وفي هذا الصدد، يلعب كل من الاحترام والاستماع الفعّال دورًا محوريًا في قدرتك على التواصل، ويمكنك التواصل بشكل أكثر فاعلية إذا استخدمت صوتًا هادئًا، وقدمت أفكارًا عقلانية.
اقرأ ايضاً: تأثيرات إيجابية عند تطوير المهارات الناعمة لدى الأطفال
ألست متأكدًا من شيء قرأته في كتابك المدرسي؟ هل تريد من معلمك أن يشرح بالتفصيل جزءًا بعينه في المنهج؟ لا تخاف السؤال؛ إذ يعد طرح الأسئلة طريقة رائعة ليس فقط لمعرفة المزيد عن موضوع الدرس،
ولكن أيضًا لتعلم طرق جديدة للتفكير في الأشياء، كما يمكن أن تكون الأسئلة حافزًا للمناقشات الذكية مع المعلمين وزملاء الدراسة، لأنها تتيح للمشاركين تبادل الأفكار، وتعلم أكثر مما هو موجود في كتبهم المدرسية.
يسير إجراء البحث الخاص بك جنبًا إلى جنب مع عدم أخذ ما تدرسه في ظاهره، لأنه يجب عليك البحث بشكلٍ أعمق سواء في المكتبة أو عبر الإنترنت، فالبحث هو أفضل صديق عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات، لذا ضع يديك على عدة مصادر لتكون مستعدًا بشكل أفضل لعملية التعلم، ولتصبح قادرًا على تحديد الثغرات، والفهم بشكلٍ أكثر نضجًا.
للقضاء على أي تحيز، العب دور محامي الشيطان، وفكر بمنظور الشخص الذي يخالفك في وجهة النظر، وممارسة هذا التفكير المتوازن تعني التغلب على الاندفاع وردود الفعل التلقائية مع أخذ بضع لحظات للتفكير قبل اتخاذ أي إجراء، لهذا عليك أن تتدرّب على معرفة نفسك والآخرين،
وتعلُّم كيفية فهم عواطفك، ومراقبة وتحليل سلوكك الخاص، والعثور على المزيد من الطرق "الصحية" والمناسبة للتفاعل، حتى لا تنجرف وراء عواطفك.
تعد القدرة على رؤية الصورة الكبيرة أمرًا رائعًا، ولكن من الأفضل أيضًا تقسيم الأشياء إلى أقسام أصغر، ليسهل التعامل معها عقليًا؛ إذ يعد العمل مع العديد من الأشياء الصغيرة مهمة أسهل من محاولة حل الصورة الأكبر،
فالأفضل أخذ الأمر خطوة بخطوة بوضع قائمة وترتيب المهام فيها من حيث الأولوية أو التسلسل الزمني، لأنك بهذا تسمح لنفسك بالبدء في النظر إلى الحلول، بدلًا من قضاء نصف وقتك في خضم المشكلة.
التفكير النقدي مهارة مكتسبة، ومهارات التفكير النقدي هي العنصر الأساسي الذي تقوم عليه عملية تطوير الذات وتحسينها، لأنها تساعدك دائمًا على تحديد حلول جديدة مبتكرة للمشكلات والتحديات التي تواجهك، ولأن التفكير الناقد يجعلك ترى الأشياء من وجهات نظر مختلفة، يصبح تحليلك أكثر كفاءة من خلال منظور موسع للموقف.